صحيفة وصف :محمد السحيمي كثرت ـ كالعادة المعتادة ـ الشائعات حول مستقبل المعلمين الوظيفي، منذ أعلن عن تشكيل (لجمة) لإجراء عملية (تخسيس) للسلم الذي ظلوا محسودين عليه طيلة ما يقارب (40) عامًا!! ولا بد أن نعترف بأن الشائعات مرض لا يزيد في مجتمعنا إلا استفحالًا؛ بل لقد صارت الشائعة هي الحقيقة الساطعة، حتى يصدر بيان ينفيها!! واللوم هنا يقع بالكامل على الجهات الرسمية التي ما زالت تعتقد أن التكتم حكمة، والشفافية ضعف، وإغلاق المتحدث الرسمي لجواله ذكاء!! وهو ما أدى إلى اهتزاز الثقة ـ إن لم يكن انعدامها ـ بين (المواااااطٍ) والحكومة؛ بحيث لن تجد معلمًا يتفاءل بأن الأمور ستكون في صالحه! ولن تجد إلا نادرًا من يصدق: أن اللجنة المشكلة ستراعي مصلحته ورسالته ومكانته، أكثر من الوزارة التي دأبت على العمل ضده؛ حتى طالبنا بإلغائها إنقاذًا للتعليم كله، في مقالة بعنوان: (صوِّتوا على إلغاء الوزارة إن كنتم جادّين!!) نشرتها (مكة) قبل أكثر من عامين! وفي عام (2006)، وقبل أن أمتهن الاحتراق اليومي، كتبتُ قصيدة بمناسبة تقاعد أستاذي العظيم (عبدالوهاب محمد زمان) ـ والد معالي مدير جامعة الطائف الدكتور (حسام زمان) ـ قلت فيها: جادك الله يا زمانًا جميلاً كان فيه التعليمُ شأنَ الشؤونِ وأفقنا إذا المعلِّمُ (مَسْخٌ) واعذروني أيا الرفاقُ اعذروني: أصبحَ الرأسُ (كِرْشةً) وانتفاخًا ملؤوها بالتِّبْنِ والتَّتْبينِ! ولم ولن أخجل من هذا الاعتراف، وأنا (المعلم) على وظيفة (مُسَوْلِف عام) بالمستوى السادس؛ فالبيروقراطية التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة البائسة، هي الأولى بالخجل! وأيهما ـ بالتالي ـ يوفر على الحكومة ماديًا: تخسيس كرش (المعلم)؛ أم إلغاء الوزارة بكاملها، وإعادة ما يزيد عن (250) ألف معلم ومعلمة يعملون في وظائف إشرافية وإدارية، إلى العمل الميداني؟! ولهذا قلنا في القصيدة ذاتها: واسمحوا لي فلستُ أبغي جوابًا هل تقادُ العقول بالروتينِ؟ سكِّروها مكاتب (السردي مردي) ويمينًا لن تندموا صدِّقوني!! وقد أعدنا كثيرًا مريرًا فكرة الفيلسوف الكويتي العظيم الدكتور (أحمد الربعي)، الذي قال حين كان وزيرًا للتعليم هناك: «لقد اكتشفت أن التعليم لا يحتاج لأكثر من وزير، ونائب لقسم البنين، وآخر لقسم البنات»!! فالعملية التعليمية الحقيقية مكانها المدارس؛ فماذا تفعل الآلاف المؤلفة في المكاتب؟ و.. أليس دليلًا على ضعف التخطيط: تقطيع الضحية وترك الجلاد؟؟؟ (0)