أظهر معرض الوظائف في المنطقة الشرقية تذبذبا في سوق التوظيف بين الأعوام الثلاثة الأخيرة 2014 و2015 و2016، إذ شهد المعرض تقاربا في عدد الفرص الوظيفية المطروحة، بينما اختلف في عدد المتقدمين لهذه الفرص. وتفصيليا، فقد التنافس خلال العام الماضي 2015 نحو 14 ألف متقدم على خمسة آلاف فرصة وظيفية تقريبا قدمتها 100 شركة من الجهات الحكومية، بينما يتوقع أن يبلغ عدد المتقدمين خلال هذا الموسم 20 ألف متقدم لنحو خمسة آلاف إلى 5600 وظيفة طرحتها 115 شركة وعشرة أجنحة تعود لجمعيات شاركت في المعرض. ويأتي ذلك بعد أن كان عدد الفرص المطروحة خلال عام 2014 نحو عشرة آلاف فرصة تعرضها أكثر من 100 شركة مشاركة ضمن المعرض الذي يُعد الأضخم على مستوى المعارض المشابهة. فيما أرجعت مصادر في المعرض الذي تنظمه غرفة الشرقية، ارتفاع عدد الوظائف المطروحة خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي على الرغم من الظروف الاقتصادية الراهنة، إلى عدم قبول المعرض للشركات التي كانت تتقدم للمشاركة بعدد أقل من الفرص الوظيفية، ما يشير إلى أن معايير محددة وضعت للمعرض بهدف الحصول على أكبر فرص وظيفية حقيقية لطالبي العمل. من جهته، أكد لـ"الاقتصادية" عبد الرحمن الوابل؛ الأمين العام لغرفة الشرقية، أن المعرض أظهر مؤشرات إيجابية تدل على الوضع الجيد لسوق قطاع الأعمال ونموه، الذي يرافقه نمو في الطلب على العمل، مشيرا إلى أن هذا العام بلغ إجمالي المشاركين بأجنحة المعرض 124 شركة منها 101 شركات لا تقل وظائفها المطروحة عن 20 وظيفة، علاوة على 14 شركة راعية تطرح أيضا وظائف. وفيما يتعلق بتوقعات ارتفاع عدد زوار المعرض لهذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، أشار إلى أن الزوار ليسوا بالضرورة من طالبي العمل العاطلين، إنما من هو يعمل ويبحث عن فرص أفضل والتعرف على ما تقدمه الشركات، وآخرون لمجرد الزيارة للاطلاع على ما تقدمه الشركات. وأشار إلى أن تسجيل الشركات للمشاركة بالمعرض يتم من خلال التأكد من جديتها قبل قبولها، وأن لديها وظائف لطرحها على طالبي العمل، علاوة على طاقة استيعابية الشركات وطبيعة حجم أعمالها أو مدى تناسب المؤهلات وطبيعة الوظائف الشاغرة. ولفت الوابل إلى أن المعرض بطرحه وظائف تلامس 5600 فرصة من 115 جهة، هي مؤشرات إيجابية ترد على المدعين بأن قطاع الأعمال يعاني من إشكالية، بل يعطي رسالة إيجابية بأن هناك نموا في قطاع الأعمال وطلب على الوظائف. من ناحيتها، قالت لـ"الاقتصادية" العنود الرماح؛ رئيسة مجلس شابات الأعمال بغرفة الشرقية، إنه بغض النظر عن حجم الشركات المشاركة سواء كانت من كبريات الشركات أو ما بين متوسطة أو صغيرة في المعرض، إلا أن المؤشر يؤكد وجود طلب لفرص العمل في هذا القطاع. وأضافت الرماح، أن المشاركين في المعرض من القطاع الأهلي لم يشاركوا عبث، بل لوجود فرص وظيفية لديهم يطلبون شغلها، لافتة إلى أن المعارض فرصة لكل شخص يبحث عن عمل، أو بعض الشركات التي أنهت خدمات موظفين. وحول واقع السوق في الفترة الحالية، قالت إن هناك بعض الشركات أوقفت التوظيف منذ عام تقريبا، إلا أن البعض يعود لفتح باب التوظيف لاحتياج مشاريعه المؤقتة والدائمة التي تفرض الحاجة إلى استقطاب كفاءات جديدة من الكوادر البشرية. يذكر أن غرفة الشرقية توقعت في بيان أمس، أن يحظى المعرض بزيارة 20 ألف طالب وطالبة عمل خلال أيام انعقاده، داعية العائلات إلى زيارة المعرض يوم غد الأربعاء المخصص لهم والاستفادة من عروض التوظيف المقدمة.