يضطلع الجهاز الإداري للمنتخب السعودي بعمل كبير ومكثف، لتحضير نجوم الأخضر ذهنياً ومعنوياً لأهم ثلاث نقاط عندما يلتقي نظيره الإماراتي اليوم الثلاثاء، إذ يبقى تجاوز مرحلة الابتهاج بتقديم مستوى فني مميز في مباراة أستراليا المنصرمة، والتي خلصت إلى نقطة تعادل ثمينة للمنتخب السعودي، في مقدمة الأولويات التي تتطلبها المرحلة المقبلة. فنياً سيكون المنتخب السعودي مرشحاً للفوز على ضيفه الإماراتي، بشرط الدخول إلى المباراة بتجرد كامل من كل المعطيات الإيجابية السابقة، التي تحققت حتى الآن للمنتخب السعودي، بعد استقراره في صدارة ترتيب المجموعة الثانية من التصفيات، إلى جانب أستراليا بسبع نقاط. على لاعبي المنتخب السعودي أن يعوا أهمية المرحلة المقبلة، والتركيز على كل خطوة تتضمنها المرحلة بعد مضي ثلاث خطوات فقط من عشر خطوات كاملة، لن تنتهي قبل مطلع شهر سبتمبر من العام المقبل، حين يلتقي المنتخب السعودي على ملعبه نظيره الياباني، في ختام مشوار التصفيات الطويل، إذ أن جمال البدايات لا يكتمل دوماً إلا بقطف ثمارها في نهاية التصفيات المونديالية. من حق الجماهير السعودية أن تتغنى الآن بـالأخضر، وتحيطه بالدعم والتشجيع وبث طاقة إيجابية، تساهم في دعم مشوار حضوره إلى نهائيات المونديال العالمي، وفي المقابل ستكون المبالغة في الأفراح معول هدم لكل الجهود التي تسير باتجاه الهدف البعيد، في حال التعثر في أي جولة مقبلة، وهو أمر محتمل في عالم الكرة، والذي يصاحبه عادة سخط جماهيري عاطفي، يتناسى كل شيء في لحظة ما ومن المنتظر والمأمول على المنتخب السعودي بكل مكوناته العناصرية والإدارية والفنية الحالية، السير بحذر وتركيز في منعطفات التصفيات الخطرة، ومنح كل مباراة في كل جولة حقها الكامل من العمل والتخطيط الاستراتيجي الناجح، لسبر أغوار التصفيات، والإبحار بهدوء حتى الوصول إلى مرافئ المونديال المقبل. التفوق التاريخي للمنتخب السعودي على نظيره الإماراتي، لن يكون كافياً للتقدم خطوة واحدة في مباراة الشقيقين المقبلة، عدا الحضور الجماهيري الكبير الذي سيشحذ همم نجوم الأخضر كورقة رابحة لتخطي الجولة الرابعة، فيما ستكون المهمة الأكبر على عاتق اللاعبين انطلاقاً من ذهاب المهم وبقاء الأهم، خصوصاً أن مشوار التصفيات لم ينتصف بعد، ولم تظهر ملامح المرشحين عن المجموعة بصورة جلية، في ظل التقارب الفني والنقطي بين المنتخبات المشاركة، واستمرار الفرص المفتوحة متاحة أمام الجميع.