تعهدت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل بتقديم مزيد من المساعدات المالية إلى النيجر إحدى أفقر دول العالم لدعم حربها ضد مهربي البشر والمتشددين. والتقت مركل برئيس النيجر محمد إيسوفو في نيامي اليوم (الإثنين) وعقدا محادثات في ثاني أيام جولتها الأفريقية التي تهدف الزعيمة المحافظة من خلالها إلى العمل على الحد من موجات الهجرة المستقبلية بالإضافة إلى تحسين صورتها في الداخل. وأثّر تدفق حوالى مليون مهاجر إلى ألمانيا الكثير منهم من سورية والعراق العام الماضي على شعبية مركل في الداخل. وساهم اتفاق أبرمه الاتحاد الأوروبي مع تركيا في الحد من تدفق المهاجرين القادمين من الشرق الأوسط وآسيا لكن لا يزال آلاف الناس يقدمون على خوض الرحلة البحرية المحفوفة بالمخاطر من أفريقيا إلى أوروبا. وقالت مركل في مؤتمر صحافي عقب المحادثات التي جرت في عاصمة النيجر إن ألمانيا ستدعم حكومة إيسوفو بملغ قدره 77 مليون يورو (86 مليون دولار) لمكافحة تهريب البشر والهجرة غير الشرعية في إقليم أغاديز. وأضافت أن ألمانيا ستدعم أيضاً القوات المسلحة في النيجر في حربها على المتشددين بتقديم مركبات عسكرية ومعدات أخرى بقيمة عشرة ملايين يورو. ومركل هي أول مستشار ألماني يزور النيجر التي ينظر لها على أنها دولة محورية في جهود السيطرة على تدفقات المهاجرين المستقبلية، نظراً إلى أن 90 في المئة تقريباً من المهاجرين الذين يصلون إلى الساحل الليبي يأتون عبر أراضيها. ووصفت مركل أفريقيا التي يعيش فيها 1.2 بليون شخص بأنها «المشكلة الرئيسة» في قضية الهجرة، وقالت الشهر الماضي إن الاتحاد الأوروبي في حاجة لإبرام اتفاقات في شأن المهاجرين مع دول في شمال أفريقيا على غرار الاتفاق مع تركيا. وزارت المستشارة الألمانية مالي أمس قبل أن تزور النيجر، ومن المقرر أن تتوجه إلى إثيوبيا غداً في ختام جولتها الأفريقية التي تعد الأولى التي تستغرق أيام عدة للقارة السمراء منذ العام 2011. وقالت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا إنها تريد تطوير علاقات وثيقة مع النيجر ومالي، إذ يعتبرونهما شريكين مهمين في حل قضية الهجرة.