أعلنت السعودية أمس الاثنين أنه «من غير المستبعد» أن يرتفع سعر برميل النفط إلى 60 دولاراً للبرميل بنهاية العام، إلا أنها حذرت من أن خفض الإنتاج بشكل كبير يمكن أن يحدث صدمة في الأسواق. وفي كلمة افتتاحية في «مؤتمر الطاقة العالمي» المنعقد في اسطنبول، قال وزير النفط السعودي خالد الفالح، إنه مهما كانت أسعار النفط فإن الرياض قادرة على تطبيق رؤيتها الإصلاحية لتغيير هيكل اقتصاد البلاد المعتمد على النفط بحلول 2030. وبعد أشهر من الضغوط بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي والتخمة في إمدادات النفط في الأسواق، ارتفع سعر النفط الأميركي إلى ما فوق 50 دولارا للبرميل في سوق نيويورك الأسبوع الماضي لأول مرة منذ يونيو. جاء ذلك بعد أن وافقت السعودية الشهر الماضي على خفض مفاجئ في إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) لأول مرة منذ ثماني سنوات. توقعات وصرح الفالح «نرى تداخلا بين الإمدادات والطلب.. ومن غير المستبعد أن نرى سعر النفط يصل إلى 60 دولارا للبرميل بنهاية العام». وأضاف «لكن تركيزي الآن ليس على السعر بل على العرض والطلب». وأضاف «يجب أن تضمن أوبك ألا تخفض الإنتاج بشكل كبير وتحدث صدمة في الأسواق.. لا نريد أن نصدم الأسواق بطريقة يمكن أن تكون مضرة». وقال «المملكة ستكون مستعدة للتعامل مع أية أسعار تظهر». وأضاف أنه يعتقد أن الطلب على النفط سيرتفع «لكن إذا حدث ذلك فسنكون مستعدين له». وأضاف «رؤية 2030 ستجعل المملكة أقوى»، مشيرا إلى أن الرؤية تشمل طرح جزء من أسهم شركة أرامكو العملاقة للاكتتاب العام. مشاركون ويشارك مسؤولو أوبك في سلسلة من الاجتماعات من أجل وضع اللمسات النهائية لاتفاق الجزائر، حيث جرت الموافقة على خفض متواضع للإنتاج في أول اتفاق من نوعه منذ 2008. وتشير هذه السلسلة من الاجتماعات التي بدأت في اسطنبول إلى أنه خلافا لما حدث في النصف الأول 2016، فإن تكتل الدول المصدرة للنفط أكثر جدية الآن بشأن إدارة تخمة الإمدادات العالمية ودعم الأسعار. وقال الفالح «حان الوقت كي نفعل شيئا مختلفا عما واجهناه في 2014. نمسك بعجلة القيادة بشكل مرهف ولن نفعل شيئا دراماتيكيا. الفرق هو أن قوى السوق تغيرت بشكل ملحوظ بين عام 2014 والآن». وقال الفالح إنه لا تزال هناك بعض الضبابية بشأن العرض والطلب في بعض المناطق مثل الصين وأميركا الشمالية في الوقت الحالي، وإنه يأمل أن يكون الوضع أكثر وضوحا بحلول موعد اجتماع أوبك في نوفمبر. وقالت وزارة الطاقة الروسية يوم الجمعة نقلا عن نوفاك، إنها تتوقع التوصل إلى اتفاق لتثبيت الإنتاج قبل اجتماع أوبك المقرر في 30 نوفمبر. وكانت مصادر في أوبك قالت لرويترز إن من غير المتوقع التوصل إلى قرار في اسطنبول. لكن مع ذلك فإن الاجتماع سيكون فرصة للمسؤولين كي يناقشوا الخطوة التالية بعد اتفاق الجزائر الذي تم التوافق عليه بعد جهود دبلوماسية مكثفة. وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أن بلاده مستعدة لمواجهة أي أسعار سيتمخض عنها الأمر. وقال «لدينا خطط اقتصادية ومالية للتعامل مع سيناريوهات (أسعار) منخفضة للغاية وسيناريوهات أسعار معتدلة».;