دشنت دار مدارك ملتقاها الثالث تحت عنوان: ليلة الشعر ، على مسرح جمعية الأطفال المعوقين بالرياض، وبرعاية موسوعة أدب العالمية والقناة السعودية الثقافية وسط حضور كبير من المتابعين والمتابعات للشعر اكتظ بهم مسرح الجمعية.. حيث قدم الأمسية وأدار حوارها الأستاذ: محمد التركي وشعراء الأمسية هم: سلطان السبهان الذي أصدر ديواني: تفاصيل أخرى للماء ويكاد يضيء، وابتدأ جولته في الأمسية بمحاولة الوصول: هذا أنا.. حاولت جهدي أن أكون.. وملأت أوراقي جنون، وقدم اعتذارا شعريا لطيفا للنساء لقي تفاعل الحاضرين واستحسانهم. والشاعر فيصل الجبعاء كان من نجوم ليلة الشعر، ابتدأ مصافحا جمهوره بقصيدة مهداة إلى الوطن: لبيك يا أمتي، لبيك يا وطني ثم تساءل في بحث عن موقع الذات: إني أنا أنتم، فهل أنتم أنا هل تطعمون ملوحة الكلماتِ مدني لكم أشرعتها فلتدخلوا أبوابها، ولتسكنوا أبياتي فيما كان الشاعر الثالث كان النجم عبداللطيف بن يوسف، الذي ابتدأ جولته من مجال عمله، جامعا بين الشعر والهندسة، ثم تذكر مع الجمهور قصيدته: طيرٌ أنا، سقطت سمائي كلها لا شيء من هذا بنومك أفزعكْ. شعراء الأمسية صنعوا منها حدثا شعريا فريدا، ووصلوا بالقصيدة لأعلى سلالم الغناء، ما جعل الجمهور رجالا ونساءً يتفاعل بالتصفيق والتعليق. الحضور تخطى ١٢٠ حاضرا وحاضرة، ساهموا جميعهم في إثراء الأمسية وتحفيز الشعراء على الوصول لمناطق أخرى من الدهشة والجمال. من جهته قال عدنان الصائغ: يرحل الشعراء ولا يرحلون، وقد يوغلون إلى آخر النجم أو آخر الوهم، قد يحتسون النبيذ المعتق صرفاً وقد يشربونك صرفاً وقد يشعلون لك الشمع أو يشحذون لك النصل، لكنهم سوف يبقون منهلك العذب وموئلك الصعب، يبقون إخوتك الطيبين وأعداءك النبلاء. فيما قال الشاعر والمبدع سلطان السبهان: تعلم من الورد أغنياته، وتركنا نبحث عن صوته في حدائق الدهشة، لنجده في كل وردة حبيب ينتظر على شرفة اليأس، ويقول أتجيء أم بتلات عمري تنقضي في اللاتجيء، وبقي مع تكرار فصول الخريف فصلاً من رضا، نقش تفاصيل أخرى للماء وعاش وهو يضيء ويكاد أن.. أما الضائع في غياهب الذات، بحثاً عن المفقود المنسي، الشاعر فيصل الجبعاء، الشاعر الذي ينتظر هاتف الغياب ليشرح لنا معنى الحضور، ومعنى ألا نتكلف الحب، علمتها كيف تنسى في يدي يدها، وأن ما أجمل ما في الوصل مرتجل يروي عن نفسه عن الليل سنداً متصلاً لكل العشاق والشعراء، في متحف القصيدة يوصينا فقط انظروا لا تلمسوا لوحاتي. أما الخارج من تفعيلة النواب والسياب، والنازل من شمس تبريز مصطحباً جلال الدين إلى آخر روي، الشاعر عبداللطيف بن يوسف، ليقول بكامل شاعريته جاهزٌ للموت إلا أنني خفت ألقى الله بالقلب الخوي من المحسوس للمعنى يحلق في سماءٍ سقطت والأرض ليست أمه من فقر لقفرٍ اختار أن يكون الإنسان وطنه. يذكر أن دار مدارك ابتدأت منذ السنة الماضية بالعمل الدؤوب لتنويع ظهورها في المشهد الثقافي، وإضفاء الجِدّة والتشويق على الملتقيات الثقافية، لتحقق بذلك أرقاما جيدة في الحضور الجماهيري، واعدة بالمزيد من الفعاليات مستقبلا. الشعراء السبهان والجبعاء وابن يوسف أثناء الأمسية