الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، سِبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وريحانته، وشبيهه في الخَلْق من الصدر إلى القدمين، أبوه أمير المؤمنين علي، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله، كنيته أبو عبدالله، ولقبه الشهيد، وُلد في المدينة المنورة في السنة 4هـ، وعقّ عنه وعن أخيه الحسن جدّهم رسول الله -عليه السلام-، وقال فيهما: «هما ريحانتايَ من الدنيا». وقال :«من أحب أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين»، وكان الرسول يحبه ويلاعبه ويقول عنه: «حسين سبط من الأسباط، من أحبني فليحبّ حسيناً». عاش الحسين طفولته وتربّى في بيت النبوة ثم في بيت والده، يقال إنه حج خمساً وعشرين حجة ماشياً، وشهد مبايعة والده الإمام علي بالخلافة ثم خرج معه إلى الكوفة حتى استشهاده سنة 40هـ، فأقام مع أخيه الحسن إلى أن تنازل عن الخلافة وسلَّم الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان، فلم يعجبه ما عمل أخوه، بل كان رأيه القتال؛ لأنه يرى أنه الأحق بالخلافة، ولكنه أطاع أخاه الذي آثر حقن الدماء، وبايع الحسين معاوية ورجع هو والحسن إلى المدينة وأقام بها إلى أن مات معاوية سنة 60هـ. ولما تولى يزيد بن معاوية الخلافة بعث إلى واليه على المدينة ليأخذ البيعة من أهلها، فامتنع الحسين وخرج إلى مكة، وكتب له أهل الكوفة في العراق وبايعوه بالخلافة، فتجهز مع أنصاره للتوجه إليهم، ونصحه بعضهم بالبقاء، وكتبت إليه إحدى النساء تقول: حدثتني عائشة أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُقتل الحسين بأرض بابل»، فلما قرأ كتابها قال: «فلابُد إذاً من مصرعي»، وخرج بمن معه حتى وصل إلى منطقة الطفّ قرب كربلاء، فهاجمه جيش ابن زياد، فاستشهد الحسين وقُطع رأسه عن جسده وأُحضر إلى يزيد بن معاوية، وكان ذلك في يوم عاشوراء 61هـ، ورثاه الشاعر عبدالله بن عوف بن الأحمر قائلاً: فأضحى حسين للرماح دريئة ** وغودر مسلوباً لدى الطفّ ثاويا ليبك حسيناً كلما ذرّ شارق ** وعند غسوق الليل من كان باكيا اللهم إنّا أحببنا الحسن والحسين وأمّهما وأباهما وعِترتهما الصالحة؛ لحبّنا لنبيك -صلى الله عليه وسلم-، فاجعلنا يوم القيامة مع من أحببْنا.