أشاد ممثل منظمة اليونيسيف في المملكة الدكتور ابراهيم الزيق، بالدور الكبير الذي تضطلع به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين في العمل الإنساني المتميز، ما جعلها تتبوأ المركز الأول عالمياً في هذا المجال. وقال الدكتور الزيق في تصريح ل"الرياض" بمناسبة يوم التضامن مع الأطفال السوريين الذي يرعاه وزير الداخلية اليوم:"المملكة تلعب دورا كبيرا ممثلة في قيادتها ومؤسساتها في الجانب الإنساني لتحظى بسمعة طيبة وشهرة يشيد بها تاريخ أمة.. تاريخ سخي وحافل بالإنجازات على المستويين الإنساني والتنموي، لينال من شرائح المجتمع الأقل حظا وأكثر هشاشة في مختلف المجتمعات من شتى بقاع العالم. فالمملكة بدعمها على مر السنين للدول التي تتعرض للكوارث الطبيعية كهاييتي واليابان والإنمائية في دول أفريقيا والطارئة في دول آسيا والفلبين وسورية، استحقت أن تترأس قائمة الدول وتصنيفها كإحدى أكبر الدول الداعمة للمساعدات الإنسانية عالميا. محمد بن نايف يسير على خطى والده في دعم الاعمال الإنسانية والإغاثية وكشف عن تطلع المسؤولين في اليونيسيف في الوقت الحاضر إلى إنشاء صندوق ائتمان باسم المغفور له الأمير نايف بن عبدالعزيز، تقديراً لجهوده في العمل الإنساني من خلال إشرافه على اللجان الاغاثية السعودية. وأضاف أن للجان والحملات الاغاثية بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإشراف ورعاية نايف بن عبدالعزيز دوراً مرموقا في العمل سوياً مع اليونيسيف وتنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية والإغاثية على مدى ثماني سنوات لصالح الأطفال في أفغانستان، من خلال حملات للقضاء على شلل الأطفال، وفي الصومال من خلال معالجة سوء التغذية، وفي لبنان وفلسطين من خلال تنفيذ مشاريع لإعادة تأهيل وإعادة بناء مراكز تعليمية وصحية، وفي باكستان لمساعدة الأطفال المتضررين من آثار الزلازل، فضلاً عما يتم حالياً في سورية التي تعاني من حال طوارئ مستمرة". وتابع قائلا: "لقد أثنى المدير التنفيذي لليونيسيف السيد أنتوني ليك بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية المشرف العام على الحملات الاغاثية السعودية، وتعهد سموه شخصياً بتوفير الدعم لبرامج تكمن أهميتها في إنقاذ حياة العديد من الأطفال في جميع انحاء العالم، إذ إن سمو وزير الداخلية يسير على خطى والده الراحل الذي سيذكره التأريخ بالتزامه في العمل الإنساني والاغاثي المشهود به في شتى بقاع العالم". وتحدث الدكتور الزيق عن الأوضاع في سورية قائلاً: "حياة ومستقبل الملايين من الأطفال في كل من سورية والبلدان المجاورة تتعرض لتهديد ذي أثر مباشر على حياتهم كالعنف والأمراض الفتاكة ونقص الحصول على مياه الشرب النظيفة ونقص في الفداء، وهناك تهديد من نوع آخر ذي خطر مخفي يمتد تأثيره ليهدد مستقبل جيل بأكمله ويبلغ عدد الأطفال المتضررين من الأزمة السورية أكثر من اربعة ملايين طفل داخل سورية ومليون ومئتي الف طفل خارجها، كما أن هناك أكثر من مليوني طفل لا يحصلون على التعليم داخل سورية، إضافة الى 700 ألف طفل لاجئ لا يحصلون على التعليم في المناطق المحيطة، ويعاني الأطفال من أسوأ آثار النزاع في انتهاك الحقوق والصدمات النفسية والاستغلال والإساءة". وزاد: "يوجد طفل من كل 10 أطفال لاجئين يعملون، وأكثر من 200 ألف طفل دون سن الخامسة تحت تهديد الإصابة بسوء التغذية، وفيما أنسحب ثلاثة ملايين طفل من مدارسهم فإن آلاف الطلاب في سن الدراسة لم يلتحقوا بالمدارسهم، فما بين كل خمس مدارس يوجد مدرسة دمرت أو استخدمت لأغراض أخرى، وهناك مخاطر كعمالة الأطفال وتجنيدهم من قبل الجماعات المسلحة والزواج المبكر، إضافة إلى تعرضهم لمشاهدة بل ممارسة أنماطا من العنف المفجع كفقدانهم أو انفصالهم عن ذويهم، ما زاد خطر سوء معاملتهم واستغلالهم، تاركاً جراحاً معنوية عميقة من الصعب تداركها". وختم تصريحه ل "الرياض" قائلا: "حالياً يوجد أكثر من مليون ومئتي طفل لأجئ في البلدان المجاورة لسورية، وإذا لم نصل الى هؤلاء الأطفال الآن بحمايتهم من العنف وسوء المعاملة والاستغلال وتعليمهم لتنمية عقولهم وتبني مقاومتهم بدعمهم لتضميد جراحهم الخفية جراء الحرب التي لا ترحمهم، فقد تتحطم آمال جيل كامل وتضيع الى الأبد".