×
محافظة المدينة المنورة

حج / وصول 498 حاجاً إلى المدينة المنورة أمس

صورة الخبر

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأمراض النفسية والعصبية تشكّل العبء الأكبر في المجال الصحي للصغار، بشكل يصل إلى 30 %. وفي دراسات أخرى هناك نسبة لا تقل عن 15 % من الأطفال والمراهقين (10 - 19 سنة) يعانون أمراضًا أو مشاكل نفسية وسلوكية، وأكثر من نصفهم لا يتلقى الرعاية الصحية المطلوبة. لا يوجد لدينا إحصائيات في المملكة. ودون تجاوز لأهل التخصص، ملاحظتي هي أن خدمات الصحة النفسية في المملكة متدنية، ولا تتوافر البنية التي تتيح لنا الحصول على إحصاءات واضحة! الصحة النفسية أكبر من مجرد مستشفى أو عيادة نفسية، بل هي عملية وقائية وعلاجية وتأهيلية، تتداخل فيها العوامل الاجتماعية والصحية والاقتصادية والثقافية، وغيرها. بالقياس على الدراسات التي تشير إلى أن نسبة 15-20 % يعانون مشاكل نفسية، نقدر أن لدينا أكثر من 750 ألف طالب وطالبة يعانون مشاكل وصعوبات سلوكية ونفسية وعصبية، فماذا عملنا لهم على المستوى الصحي والتعليمي والاجتماعي؟ نحتاج إلى العمل على محاور عدة: 1- نحتاج إلى أنظمة وتشريعات وسياسات تتعلق بالصحة النفسية، وتحديدًا ما يتعلق بالأطفال والمراهقين ودور كل جهة تجاههم: التعليم، الصحة، الجهات الأمنية والاجتماعية، وغيرها. 2- نحتاج إلى دراسات وبحوث جادة، تسبر غور الصحة النفسية للصغار والمراهقين، والتعامل معها؛ إذ هذا الجانب مهمل بشكل كبير لدينا. الصحة النفسية لها أبعاد تتعلق بالمجتمع والثقافة والبيئة؛ لذا نحتاج إلى دراسات على بيئتنا وواقعنا.. 3- نحتاج إلى إدخال الصحة النفسية كعنصر أساس في برامج الرعاية الأولية ورعاية الأسرة وخطط الوقاية الصحية المختلفة. الصعوبات النفسية إذا لم تكتشف مبكرًا تصبح أكثر تعقيدًا، وكثير منها إن أهملناه يتحول إلى قضايا أمنية واجتماعية وسلوكية واقتصادية، يدفع الفرد والأسرة والمجتمع ثمنها باهظًا. 4- نحتاج إلى إدخال الصحة النفسية ضمن أنظمة التعليم العام، فإذا لم تساعد المدرسة في التعرف على الصعوبات النفسية للطلاب مبكرًا فمن يا ترى أقرب للطالب للمساعدة في هذا الشأن؟ بل إن على نظام التعليم تقديم كل ما يلزم دراسيًّا واجتماعيًّا وصحيًّا لمن يعاني صعوبات نفسية وعصبية في وقت مبكر بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. 5- نحتاج إلى إدخال أو زيادة مواضيع الصحة النفسية ضمن مكونات مناهج التعليم والتدريب والتطوير الجامعية والمهنية المختلفة. يجب أن يزداد تعلم طلاب كليات التربية والمعلمين والأمن والطب والتخصصات الصحية الجوانب النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين. المعلمون ورجال الأمن وأطباء الأسرة والأب والأم ومن في حكمهم هم خط الحماية الأول الذي يستكشف المشاكل، ويحيلها للمتخصصين والمهتمين؛ لذلك نحتاج إلى أن نكثف تدريبهم وتعليمهم وتثقيفهم في هذا الشأن. 6- أخيرًا، نحتاج إلى التثقيف وزيادة الوعي الاجتماعي حول المشاكل والصعوبات النفسية والسلوكية للأطفال والمراهقين، وكيف يتم التعامل معها. مجتمعنا يكاد لا يعرف أو لا يعترف بالمشاكل والأمراض النفسية للأطفال والمراهقين، ويتعامل معها بطرق مؤذية وجاهلة في حالات كثيرة!