تلقى لبنان دعماً لاستقراره وللحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام وتضامناً معه في مواجهة الإرهاب من ممثلي وسفراء عدد من الدول الأجنبية والعربية، لا سيما الخليجية أمس، بعد اجتماعهم مع وزير الخارجية جبران باسيل، فيما توعدت «جبهة النصرة في لبنان» في بيان جديد لها أمس «حزب الله»، بينما قابله موقف لافت لحركة «حماس» دان «كل أعمال العنف والتخريب وقتل الأبرياء والمدنيين». وتسابقت الأولويات الأمنية والسياسية المتعلقة بإنجاز البيان الوزاري للحكومة أمس. وبينما جاء بيان «جبهة النصرة في لبنان» على «تويتر» ليرفع منسوب الحذر من العمليات الانتحارية التي تعلن مسؤوليتها عنها، وآخرها التفجير الانتحاري مساء السبت الماضي على حاجز للجيش اللبناني في مدينة الهرمل، انتهت الأجهزة الأمنية من جمع أشلاء الانتحاري وأشلاء الضابط الشهيد من الجيش إلياس الخوري الذي جرى التعرف الى جثته بفحوص الحمض النووي، فيما دعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى «تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية لكشف المخططين والمجرمين الذين يتربصون شراً بالساحة الداخلية وفكفكة هذه الشبكات من جذورها». (للمزيد) وأحال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر 21 متهماً بالإرهاب، بينهم أحد قادة «كتائب عبدالله عزام» نعيم عباس، ومَثُل الشيخ عمر الأطرش المدعى عليه أيضاً أمام قاضي التحقيق العسكري للاستماع الى أقواله في شأن تورطه بعدد من العمليات الإرهابية. وفي سياق قضائي منفصل أصدر قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا مذكرة توقيف غيابية في حق الأمين العام لـ «الحزب العربي الديموقراطي» النائب السابق علي عيد بجرم إخفاء أحمد مرعي، أحد المطلوبين في جريمة تفجيري مسجدي التقوى والسلام في طرابلس في شهر آب (أغسطس) الماضي. وكان القاضي أبو غيدا استدعى عيد أكثر من مرة فكان يرد بمعذرات طبية. ورد نجل عيد المسؤول في الحزب بالقول: «المذكرة هي جولة وليس نهاية المعركة مع وزير العدل أشرف ريفي». واستنكر سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي بن عواض عسيري في تصريح «الاعتداء الإرهابي الذي تعرض له أفراد من الجيش اللبناني في منطقة الهرمل»، معتبراً أنه «اعتداء على كل لبنان». وقال: «إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دعت الأشقاء اللبنانيين في مناسبات عدة الى تعزيز وحدتهم الوطنية وإطلاق الحوار وتحصين الساحة الداخلية ودعم مؤسسات الدولة». وأمل في أن «تنقل تضحيات الجيش وجميع الأبرياء هذا البلد الشقيق الى شاطئ الأمن والسلام والاستقرار». وكانت «جبهة النصرة في لبنان» وجهت رسالة الى «عقلاء لبنان» دعتهم فيها الى «تحييد أبنائكم عن معركة ولاية الفقيه ومشروعه في المنطقة، ولا تكونوا عوناً للظالم على المظلوم». وحملت الجبهة على «حزب إيران الذي مارس الظلم في كل المناطق اللبنانية والسورية، خصوصاً القصير والقلمون، وارتكب فيها جرائم، وما كان هذا ليكون لولا تسهيل دخول رجاله وعتاده الى سورية عبر المعابر اللبنانية وتحت أنظار الحكومة اللبنانية الشكلية والجيش اللبناني المغتصب والتبديل اليومي المستمر لجنوده عبر معابر الجيش». ورأت الجبهة أن الحزب «لم يكتفِ بهذا فحسب، بل سلّم حماية أوكاره للجيش اللبناني ليتفرّغ لمعركة الشعب السنّي السوري، واضعاً الجيش في الواجهة ليدفع فاتورة جرائمه في سورية». وأعلنت أنه «رداً منا على جرائم الحزب كنا قررنا تحويل المعركة الى أرضه لنذيقه ما أذاق أهلنا المستضعفين في سورية، وأن كل أوكار الحزب هدف مشروع لنا، فخلّوا بيننا وبينه، فالحساب بيننا كبير». إلا أن حركة «حماس» أكدت في بيانها «استنكارنا لأي عمل تفجيري وتخريبي يستهدف المجتمعات الآمنة ورفضنا للاعتداء على حرمات الناس وممتلكاتهم». وإذ أشارت الحركة الى «تورط بعض الفلسطينيين في الأعمال التخريبية والتفجيرية المدانة»، وإلى «ردود فعل سلبية من بعض اللبنانيين تجاه الشعب الفلسطيني أدت الى الاحتقان ورفع منسوب التحريض»، فإنها «دعت الى المعالجة الحكيمة لمواجهة هذه الحالة وكبحها». وجاء بيان «حماس» تحت عنوان الحديث الشريف: «المسلم أخو المسلم لا يقتله ولا يظلمه». وكان الرئيس سلام تلقى أمس اتصالاً من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل لتهنئته بتشكيل الحكومة وتداولا بالأوضاع اللبنانية. وعلى الصعيد السياسي اجتمع الرئيسان سليمان وسلام أمس للبحث في ضرورة الإسراع في إنجاز البيان الوزاري، ثم التقى رئيس الجمهورية لهذا الغرض رئيس كتلة نواب «حزب الله» محمد رعد، قبل أن يترأس سلام الاجتماع الرابع للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان مساء أمس للبتّ في صيغة جديدة حول النص على حق لبنان واللبنانيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي أعلن رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط أن المتغيرات تستوجب التفكير بصياغات للخروج منها. وانتهى اجتماع اللجنة أمس من دون التوصل الى توافق على الفقرة المتعلقة بالمقاومة، على أن تعود للاجتماع بعد ظهر اليوم. وكان سفراء الدول الآسيوية والعربية والخليجية والسفير الباباوي اجتمعوا مع الوزير باسيل، فيما التقى عدد من السفراء الأجانب وزراء آخرين، وقال السفير الكويتي عبدالعال القناعي إن حواراً صريحاً وشفافاً جرى مع باسيل حول مسألة عودة الرعايا الخليجيين للسفر الى لبنان. وإذ أكد دعم استقرار لبنان، أمل أن تتحسن الظروف الأمنية الى الأفضل في هذا المناخ التوافقي بين الفرقاء اللبنانيين وأن يكون تشكيل الحكومة نافذة لمزيد من التفاهمات الداخلية... وبالتالي ستكون هناك عودة للسياحة والنشاط الإعلامي والثقافي الى لبنان. ودان القناعي الأعمال الإرهابية، خصوصاً تلك التي تطاول الجيش اللبناني. من جهة أخرى، اجتمع زعيم تيار «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أمس في روما مع قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي يقوم بزيارة عمل تتعلق بالخطوات المرتقبة لدعم تجهيز الجيش اللبناني ومساندته. وتكثف الاهتمام الخارجي لمساعدة لبنان على الوفاء بالتزاماته حيال النازحين السوريين في لبنان، فزارت سفيرة النيات الحسنة لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنجيلينا جولي بعض مخيماتهم في البقاع والتقت الرئيسين ميقاتي وسلام. لبنانجوليأنجلينا