بيتر جارنري يبدو أن السياسات النقدية الميسرة غير المسبوقة أثبتت انهيار العلاقات التاريخية في الأسواق المالية. فيما عززت الحكومات من تأثيراتها لتعويض ضعف الطلب في القطاع الخاص، انخرط قطاع الشركات والقطاع الأُسري في عملية تخفيض ديون طويلة الأمد ولعدة سنوات، والتي ما زالت مستمرة في أوروبا على الرغم من انتهائها في الولايات المتحدة الأمريكية. تكاد هذه السوق ذات التوجه التصاعدي، والتي تمتد 91 شهراً، أن تشبه الطفيلي الذي قد يصعب علينا التخلص منه. وبغض النظر عما تعرضت له (بريكسيت، والتباطؤ الصيني، ومعدلات فائدة سلبية، وأزمة مصرفية في أوروبا، وأزمة السوق الناشئة، وضعف أسعار النفط، والصراعات الجيوسياسية وغيرها)، لطالما بدت مؤشرات سعيها الحثيث نحو تسجيل مستويات قياسية جديدة. ومع كل الاهتمام الذي تنطوي عليه انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني، واحتمال توجه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو رفع أسعار الفائدة، تجد أسواق الأسهم العالمية نفسها وسط ساحة معركة مجهولة أخرى. هل أنتم مستعدون لرفع أسعار الفائدة؟ استناداً إلى حقيقة أن لكل فعل ردة فعل، يمكننا القول بأن فقاعة السندات الحكومية الناتجة عن البنوك المركزية لم تنشأ من العدم. وفيما عززت الحكومات من تأثيراتها لتعويض ضعف الطلب في القطاع الخاص، انخرط قطاع الشركات والقطاع الأُسري بعملية تخفيض ديون طويلة ولعدة سنوات، والتي ما زالت مستمرة في أوروبا على الرغم من انتهائها في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعتبر معدلات الرفع المالي بين الشركات اليوم أقل مما كانت عليه في الفترة بين عامي 1995 و2011، والتي وصل فيها ارتفاع الأسعار في الشركات إلى ذروته. ويبلغ احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة في ديسمبر 59% اعتباراً من 23 سبتمبر 2016. وعلى الرغم من رغبة بنك الاحتياطي الفيدرالي بالحصول على مزيد من الأدلة قبل رفع معدلات الفائدة، إلا أن العالم مستعد تماماً لهذه الخطوة. وتتخطى نسبة التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية 2%، ويقترب الاقتصاد من التشغيل الكامل للعمالة. وفي الوقت ذاته، ينخفض معدل البطالة في أوروبا وتعتبر شركاتها الأقل اعتماداً على القروض في عقدين من الزمن. ولن يتأثر قطاع الشركات بارتفاع طفيف في الأسعار. كيف نتداول الأسهم في الربع الأخير؟ ندخل الربع الأخير من العام بحذر مدركين بأن نموذجنا الخاص بمتابعة التوجه يمنحنا مؤشرات طويلة في معظم أسواق الأسهم الرئيسية ما عدا مؤشرSP /ASX200. ونظراً للأحداث المرتقبة، لا يمكن أن يشعر التجار بالتراخي. ونحن نوصي باعتماد صافي الأسهم الفائضة في الربع الأخير، على أن يستعد المستثمرون للمرونة. واستناداً إلى التغييرات الأخيرة في مجال الاتصالات من بنك أوروبا المركزي وبنك اليابان، نحن نراهن بشكل كبير على شركات التأمين الأوروبية فيما نعتقد بأن حدة الضغوط الهبوطية لمنحنى العائدات واستقراره قد انتهت الآن. وتتجلى رهاناتنا الأساسية في كل من ايجون وجنرالي. ويتم الحفاظ على مراكزنا الاستراتيجية الطويلة في أمازون وفيس بوك حيث نعتقد بأن الشركتين ستواصلان تقديم المفاجآت التي تتخطى التوقعات. ولطالما كان تويتر قضية خاسرة، ولكن انعطافة ناشئة بدأت في تحقيق نتائج ونجاح ملحوظ أشارت إليه آخر أخبار إن إف إل المباشرة. وتحسنت أساسيات الشركة بشكل كبير ونحن نراهن على أن الشركة في نهاية المطاف يمكن شراؤها بأسعار أعلى. وقد تحسن النشاط الصناعي في الصين بشكل كبير منذ سبتمبر/أيلول 2015 بناء على مقاييس مؤشر لي كيكيانج الذي يتتبع معدلات النمو السنوية في القروض المصرفية المستحقة، وإنتاج الكهرباء، وحجم نقل البضائع عبر السكك الحديدية. وتحسنت معدلات النمو السنوية للمؤشر إلى 9% على أساس سنوي في أغسطس/آب 2016 من 1.2% على أساس سنوي في سبتمبر 2015. وأدى ذلك إلى عودة الأرباح إلى أسهم الأسواق الناشئة، وشركات التعدين، ومؤخراً إلى مؤشر البلطيق الجاف. ونحاول تطبيق قصة النمو الصينية عبر مراكزنا الطويلة في جلينكور ومجموعة جولدن أوشن. * ساكسو بنك