أما الدكتور شكري عياد في كتابه (موسيقى الشعر العربي) فيتناول قضية العروض العربي, وموسيقى الشعر العربي, بطريقة علمية مميزة, يستعرض فيها الجهود العلمية السابقة, ويفند الأخطاء العلمية, ويقارن بين موسيقى الشعر العربي وغيره من الشعر الأوربي. وفي أثناء ذلك يستخدم مصطلح ( قدم ) و( أقدام ) في مواضع كثيرة من كتابه وسأعرض لموضعين من هذه المواضع التي يتضح من خلالها مفهوم القدم كما يستعمله الدكتور شكري عياد. يقول: «وإذا رجعنا إلى طريقة المستشرقين... وجدناهم لا يكتفون بتحليل الشعر إلى مقاطع, بل ينظرون على أساس العروض الكلاسيكي, أي على أساس الأقدام, و لما كانت التفاعيل عادة أطول من الأقدام المألوفة في هذا العروض, كما أن الوزن الواحد قد يتألف من المراوحة بين تفعيلتين مختلفتين فإننا نراهم ينظرون إلى الوحدة المتكررة, وربما جعلوا المقطع المزاحف هو الأصل بدلاً من المقطع الصحيح, ليستقيم لهم إخضاع الوزن لقدم من الأقدام التي تقوم عليها الأوزان الأوربية. فمن الأقدام الشائعة في العروض الأوربي والمأخوذة من العروض اليوناني «الأيامب» ( ب - ) وهو مقطع قصير يليه مقطع طويل، أو مقطع غير منبور يليه مقطع منبور تبعًا لكون العروض كميًا أو نبريًا فيجعلون هذه القدم أساسًا لأوزان الرجز والسريع والكامل والوافر ويسمونها الأبحر الأيامبية». ويرد الدكتور شكري عياد على كل من الدكتور إبراهيم أنيس والدكتور محمد مندور في دراستهما لطرق المستشرقين في العروض العربي, ويخلص إلى أن التفاعيل لا مكان لها في طريقة المستشرقين, وهم إن أشاروا إليها إنما يكون ذلك إما: 1 -للمقابلة بين بيت الشعر العربي وبين طريقتهم 2 -وإما لأنهم أخضعوا التفعيلة بشيء من التعديل لهذه الطريقة وهم - كما يوضح في عبارة دقيقة موجزة -: «لا يحللون التفعيلة إلى مقاطع بل لا يعتمدونها في طريقتهم أصلاً وإن أشاروا إليها. على أنهم لا يقفون أيضًا عند تحليل الوزن إلى مقاطع؛ لأن وحدة الوزن عندهم ليست هي المقطع, ولكنها القدم التي تتألف من عدة مقاطع على ترتيب خاص». ومن الجملة الأخيرة في هذا الاقتباس نستخلص فهم الدكتور شكري عياد للقدم الذي ألخصه بالقول إن القدم هي وحدة للوزن الشعري, ومنه تتألف المقاطع التي قد تكون قصيرة أو طويلة, والقدم بالضرورة لا تقابل التفعيلة كاملة كما مر في نص دريني خشبة فحسب وإنما قد تكون جزءًا منها. - د.فاطمة بنت عبدالله الوهيبي Rafeef 2010@gmail.com