} للعمر أحكامه، هكذا يقال، ونحن هنا نقول إن حديثنا سيكون في هذا المقال عن أهم التغييرات التي تطرأ على العين مع التقدم بالعمر، ولكن نود في البداية أن نوضح أن هنالك خطاً دقيقاً بين التغييرات الطبيعية والتغيرات المرضية. فالتغيرات الطبيعية تحدث مع التقدم في العمر حتى وإن لم يكن هناك أمراض عضوية مصاحبة ويتمتع فيها الشخص بصحة جيدة، وأهم هذه التغييرات تكون مرتبطة بالطبقه الدمعية، حيث ستفقد دموع العين مع التقدم بالعمر كفاءةً وحجماً، بالإضافة إلى أنه سيضعف جفن العين المسؤول عن الرمش الذي بدوره مسؤول عن تجديد الدمع بالعين فتصبح مشكلة جفاف العين من أهم المشكلات المتكررة لدى كبار السن ويمكن تفاديها وتخفيف أعراضها باستخدام الكمادات الدافئة وقطرات الدموع الصناعية المرطبة للعين. كما أن التهاب الجفون ستصبح مشكلة شائعه متزامنة مع تساقط الرموش لدى الكبار ممكن تفاديها بتنظيف الجفون بمحلول معقم والكمادات الدافئة. في حين أن القرنية وهي الجزء الملون من العين وعادة شفافية لن تتأثر، ولكن الذي سيتأثر هو عدد الخلايا البطانية التي ستجعلها أقل حساسية فيجب استخدام النظارات للحفاظ على القرنية وتجنب سقوط الأجسام الغريبة داخل العين والابتعاد عن الأجواء الغبارية. بينما البؤبؤ وهو العضو المسؤول عن كمية دخول الضوء للعين، حيث يضيق حجم الحدقة بالتقدم في العمر، بالتالي جزء صغير من الشبكية الذي سيصله الضوء، الإيجابي أنه سيقلل من الضبابية لكنه سيعطي صعوبة في الرؤية والتكيف خصوصاً عند الانتقال من مكان مضاء الى مكان مظلم حيث سيتطلب وقتا أطول لوضوح الرؤية. أما بالنسبة لعدسة العين فإنها تتأثر بالماء الأبيض الذي بدوره سيقلل من وصول الضوء للشبكية، حيث يصل بعمر الستين ثلث ما كان يصل بعمر العشرين وممكن مساعدة كبار السن بالنظارة الطبية والجراحه لإزالة العتامة وعودة الرؤية الواضحة للعين. وأما أعصاب الشبكية فسيكون هنالك خسارة في ربع المحاور العصبية بعمر السبعين وخسارة في نصف المساحة المستخدمة في منطقة القشرة البصرية بعمر الثمانين. وفيما يخص الانكسارات البصرية بعد عمر الأربعين، يميل التغير إلى طول النظر، بينما بعد السبعين يعود ليكون قصر نظر، وأيضاً يقل التكيف في عضلات العدسة مؤدياً إلى طول النظر الشيخوخي، والذي يتسبب في صعوبة روية الأشياء القريبة، ومزاولة الأعمال التي تتطلب تركيزاً للقرب، ويتم وصف نظارة القراءة للمريض لمساعدته في تجاوز هذه المشكلة، حيث تمكنة من انجاز الأعمال القريبة كالقراءة والخياطة واستخدام الهاتف النقال. كذلك حدة البصر وحساسية التباين قد تتغير بعد عمر الخمسين بسبب التغيرات المذكورة سابقاً في أعصاب الشبكية، فيجب تهيئة غرف المسنين وأماكن تواجدهم بألوان متضادة خاصة الباب والجدار وزوايا السلالم، والابتعاد عن الأثاث ذو الزوايا الحادة لتجنب الإصابات التي قد تنتج من السقوط عند الكبار. إدراك الألوان هو بدوره أيضاً سيأخذ نصيبه من العين، وسيقل تدريجياً تمييز الألوان بعد عمر الستين فكن حريصا في اختيار الألوان الواضحة والمميزة لكبار السن في ملبسهم و مأكلهم والبيئة المحيطة بهم. فيما يخص التكيف الليلي فالوقت الذي يحتاجه الإنسان لكي يتكيف مع الإضاءة الداخلية بعدما يتعرض للشمس سيتضاعف مع العمر فيجب زيادة كمية الضوء في اماكن جلوس المسنين وغرف نومهم ودورات المياه. كذلك المجال البصري سيقل رؤيته للأشياء التي ستكون في مجاله يميناً ويساراً، لذلك تريث عندما ترى كبيراً بالسن يقود سيارته أو يعبر الطريق أو عند مناولته شيئاً جانبياً فهو قد لا يراك وأنت عن يساره أو يمينه. قسم طب العيون