أه يا أكتوبر العظيم.. ماذا لو عدت مرة أخرى بنا الى زماننا.. الى ألفتنا ووحدتنا وانصهارنا كلنا.. إلى فرحتنا كلنا؟ جُدْ علينا بما تحمله في طياتك من صدق القول وصدق الفعل وانتظام الخطو واشتعال الأمل. خذنا وعُدْ بنا الى الزمان الذي حطمنا فيه كل معاني الذل والخنوع والهوان. خذنا الى حيث كانت قاماتنا تفوق في علوها الهرم الأكبر.. الى حيث كان فخرنا بمئذنة الأزهر وبالنداء الخالد.. الله أكبر خذنا الى حيث كان الكلام يزهر في الشجر والى حيث كان الحب يجمع كل البشر والى حيث كان القلم يسطر بنشوة المنتصر.. خذنا الى أيامك أيامنا ،الى أمجادك أمجادنا.. فربما نفيق من غيِّنا ومن هواننا. خذنا الى حيث كنا ننادي باسمك كل القامات وكل الرايات وكل ورود الغابات وكل الإبداعات. خذنا الى ذاك الصباح الذي كان فيه جيشنا يهدر هناك في البطاح قبل أن يهدينا ملحمة البطولة والكفاح. هل تعلم ما فعلت فيك وفينا الأيام؟ هل تعلم كيف انقسم القوم وانكفأ الفرسان؟ كيف انشطر الشعب وكيف انجرح القلب واتسعت دائرة الأحزان؟ أشعر الآن بك يا أكتوبر العظيم.. أشعر بك وأنت تبكي وتضرب كفاً بكف هناك على أرض سيناء..تسأل عن الزمان السعيد وتناجي الأمل البعيد . عد بنا الى سيناء من جديد .. خذنا لنعبر القناة من جديد.. خذنا الى حيث كان الوطن يستعيد .. كرامة أهدرت من زمن. خذنا الى حيث كان العَلَم يعلو فوق كل القمم.. خذنا الى نفوسنا حين كانت عالية الهمم. آه يا أكتوبر العظيم.. أبحث عنك وأنتظرك كل عام.. أتأملك بل تتأملني وجوه شهدائك العظام فيما أسقط منكباً في الأحزان. أنت الذي تهب الشهداء حياتهم..أنت الذي تهب الرجال رجولتهم وفروسيتهم..أنت الذي تمنح الشعب الأمل وتجعل خوذات الرؤوس أعلى من قمة الجبل. آه يا أكتوبر الجميل.. يا وسام جيلنا.. وكل جيل. sherif.kandil@al-madina.com