كان من المفترض أن يكون المقال اليوم عن ما نشرته الصحف ، والمتمثل في تقرير ديوان المراقبة العامة عن تقرير تقييم الأداء في جامعة طيبة، والذي أثار العديد من علامات التعجب!. وكنت قبل ذلك قد أعددت مقالاً عما وقع من كارثة تمثلت في البكتريا التي تم اكتشافها في حليب الأطفال ، والتي قوبلت باستياء بالغ، وكان اعتذار الشركة المصنعة أمراً يثير الاشمئزاز! ولكن لأن بشائر العيد قد أقبلت، وأنواره قد حلّت، اسأل الله أن يتقبل من الجميع ما قدموه في شهرهم من قربات وما قاموا به من طاعات، فقد أرجأت ذلك إلى أمد ليس ببعيد. وعلى الرغم من المآسي التي تعيشها الأمة ، والدعاء لإخواننا لا ينقطع بأن يصلح شأنهم، إلا أن العيد مناسبة مواتية لإدخال البهجة على الأهل والجيران وصلة الرحم ومواصلة الأصدقاء ، وفرصة مواتية للتجاوز عن الزلات والعفو عن الهنات وما يقع بين الناس من سوء فهم أو تخاصم، فهو وقت مناسب جداً للتسامح والصفح، وهذا هو الهدي النبوي. وقد اعتاد الناس في العيد على أمور منها ماهو جميل ويرجى له الزيادة، ومنها ماهو محزن يرقى إلى درجة المؤسف ويرجى زواله. فالتواصل الرائع بين الأسر في العيد وعادات العيد عند من يجتمع منهم في منزل أو استراحة أو مخيم أمر يسر الناظر ويبهج الخاطر، ورسائل التهاني بالعيد النصية أو الوسائط وعبر مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني وبطاقات التهنئة، والمكالمات الهاتفية بهدف المعايدة شيء يسعد المتابع، فالنفوس يبدو واضحا أن شعارها الصفاء وتتوق للنقاء ليتواصل الوفاء. ولن أتحدّث بإسهاب عن من يهدم مابناه في رمضان ويهوي سريعا في بعض المخالفات، فبعض الشباب قد رام إزعاج الآخرين من خلال التفحيط ورفع صوت الأغاني، وأذية الآخرين بأنواع من الممارسات التي لا تليق. وعمن عاد لترك الصلاة، أوفرط في ذلك على الرغم من حرصه الشديد عليها في رمضان وغير ذلك كثير، وليس المجال مجال حصر وتقصٍ، فلهم جميعا دعوة لمواصلة الطاعات وتذكير بأن ربّ رمضان هو رب جميع الشهور وسائرالأزمان. وبنظرة سريعة لتلك اللافتات التي تنتشر في سائر مدننا للتهنئة بالعيد فإن ذلك عمل مشكور ولكنه مكلف جدا من جهة وتقليدي إلى أبعد الحدود من جهة أخرى، حتى أنه بات مدعاة للتندر في بعض مواقع التواصل الاجتماعي ، وقد تطورت وسائل الإعلام والإعلان فباتت تستخدم الشاشات الكبرى كأسلوب عصري، وفي تقديري أن نشرها في أرجاء مدننا سيكون أقل كلفة وأجمل مظهرا ومنظرا، وحينها يمكن استخدامها طوال العام وفي كل المناسبات، كما يمكن الإفادة منها كأوعية تثقيفية وتوعوية. أما الاحتفالات التي تقام في شتى المناطق فهي – بلا شك – مظهر من مظاهر العيد تضفي عليه البهجة وتجعل المرء يقضي بعض الوقت في اللهو المباح، وهو أمر سائغ في شريعتنا كما جاء عن نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وقد نشرت بعض أمانات المدن برنامج الاحتفال بالعيد في جهد يثمّنه الأهالي ، وبخاصة أن هذه الاحتفالات ذات طابع يتناغم مع العادات والتقاليد ومتوافق مع القيم الإسلامية ، فالهدف هو إضفاء أجواء من الفرح والابتهاج ، وهي سمة العيد الذي ينتظره الجميع مرة واحدة في العام. وقد أثبتت هذه الاحتفالات الحاجة الماسة لوجود مراكز حضارية راقية ومجهزة تنتشر في أرجاء مملكتنا بدلاً من القائم حاليا وهو نصب الخيام وتجهيزها بشكل مؤقت ، في مظهر لا يليق وبخاصة في المدن الكبرى، والمفترض الإفادة أيضاً من الصالات الثقافية التابعة للمدن الرياضية، مع التحفظ الشديد على دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب الغائب تماما في مثل هذه المناسبات ! وبودي التركيز على فعاليات الجاليات، ودعمها بشكل كبير فهي تشيع أجواء من الألفة وتزيد من درجة الأخوّة بين أفراد الجالية أنفسهم وبين المجتمع السعودي الذي يعيشون فيه، وعندها يتواصل الجميع من خلال الموروث الشعبي لكل بلد بل ولكل منطقة في تلك البلدان فيزدادون ترابطا وتآخي، ويقولون بلسان واحد – وإن اختلفت لغته أو لهجته – :"عيدكم مبارك"، وبدوري أرددها لكم أيها الأحبة وأضيف:كل عام وأنتم بخير. E mail:aalqash1@hotmail.com aalqash1@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (68) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain