قبل حرب أكتوبر 1973، كانَ لأبناء سيناء دورًا هامًا في عملية التعبئة، حيث امتدت مساعدات من منظمة «سيناء» إلى شيوخ القبائل، كما روى مدير المخابرات الحربية الأسبق، فؤاد نصّار، في حوارٍ سابق لهُ، عام 2007، نُشر على صفحات جريدة «المصري اليوم»، أجراه معه محمد السيد صالح، رئيس التحرير. «المصري لايت»، يرصُد قصة أغرب من شاركوا في نصر أكتوبر، ممن كانوا خارج الجيش، لكنهم أدوا دورًا بارزًا. يقول اللواء فؤاد نصّار: «كان لدينا أحد شيوخ القبائل المحترمين واسمه (اليماني بن الشيخ زويد)، وقام بتجنيد عددًا كبيرًا من أبناء القبائل المختلفة، وفي مناطق مختلفة من الشمال والجنوب، بحيث يقومون بمتابعة وتوجيه رجال الاستطلاع». وأضاف: «هذا ما أطلقت عليه اسم (منظمة سيناء)»، وخلال الحرب أيضًا، صادفت واقعة طريفة، أثناء عملي كمدير للمخابرات العامة، فقد تمت محاكمة أحد أعضاء مجلس الشعب، عن جنوب سيناء، بتهمة الاتجار في المخدرات، ولكن قام ذلك الرجل بعمل مختلف فيما بعد، وهو الأمر الذي اندهشت منهُ، فقد ساعدنا الرجل كثيرًا قبل وأثناء الحرب، عندما أنزلنا مجموعة كبيرة من المظليين في جنوب سيناء، قبل الحرب لنصور الإسرائيليين، كان هدفنا هو إغلاق خليج العقبة، خاصةً بعد سحب قوات الطوارئ الدولية، وانقطعت الصلة مع رجال المظلات الذين كان عددهم 120 تقريبًا». وأردف: «تكلمت مع هذا الرجل بنفسي، وكلفته بإحضارهم واستضافتهم لنحو شهر كامل، كان الرجل يقوم بتسريبهم مثلما يقوم بتسريب الحشيش واحدًا واحدًا»، وأنفق عليهم أموال كثيرة. وبعد انتهاء الحرب، ذهبَ «نصّار» ليشهد عليه في قضيتهُ، وعند سؤاله قال: «هذا الرجُل حاصل على نيشان المخابرات ونجمة سيناء، ويتاجر في الحشيش، (طب وأنا مالي)».