كشفت دراسة أميركية جديدة أن القردة لديها قدرة تشبه الإنسان على تخمين ما يفكر فيهغيرها من جنسها، حتى في الحالات التي يحمل فيها الطرف الآخر اعتقادا خاطئا، وبذلك تدعم الرأي القائل إن الرئيسيات الأخرى يمكن أن تتعاطف ولها حياة داخلية معقدة. وأشارت صحيفة إندبندنت البريطانية إلى أن نتائج الدراسة التي أجريت على قرود الشمبانزي والبابون وإنسان الغاب هي الأولى التي تظهر بوضوح أن القردة تستطيع التنبؤ بمعتقدات الآخر، حتى عندما تعلم أن هذا الافتراض خطأ. ويقول أحد الباحثين من جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية إن هذه القدرة المعرفية هي في صميم العديد من المهارات الاجتماعية والإنسانية "وأعتقد أن نتائج دراستنا تشير إلى احتمال أن القردة لديها فهم أعمق لبعضها البعض مما كنا نعتقد في السابق". ويعتقد الباحثون أن القدرة على التنبؤ بأن شخصا ما يحمل اعتقاد خاطئا -التي يشير إليها علماء النفس بـ"نظرية العقل"- ينظر إليها على أنها علامة فارقة في التطور المعرفي الذي يكتسبه الطفل في سن الخامسة عادة. وهذه النتائج تقلب الرأي القائل إن القدرة على وضع الشخص نفسه في مكان شخص آخر قاصرة على الإنسان فقط. ويرى الباحثون أن وجود نظرة ثاقبة في معتقدات الآخرين أمر ضروري للتأقلم اجتماعيا، بتوقع ما قد يفعله الناس بل وحتى خداع شخص ما. وعدم القدرة على استنتاج ما يفكر فيه الآخرون أو يشعرون به يعتبر علامة مبكرة على مرض التوحد.