سبق الزمن في إبداعه وطموحه على رغم صغر سنه الذي لا يتجاوز عشرة أعوام، وسعى بكل ما يمتلك من طاقة ابداعية ممزوجة بين حب الانشاد الذي ورثه عن آبائه وأجداده والطموح الذي يرافقه منذ نعومة أظفاره ليكون منشداً متألقاً يحمل رسالة الابداع في الانشاد، ليس لمن حوله فقط بل إلى العالم، والى كل من يسعى إلى أن يكون طاقة ابداعية من اجيال المستقبل الذين يختزنون في داخلهم العديد من الواهب المتميزة التي تشد السامع والمشاهد اليها. المنشد البرعم عمار الحلواجي، نموذج ناجح، تصدر الساحة الانشادية في البحرين، ولاقت اصداراته استحسان الكثيرين في العالم العربي والاسلامي، ومع قرب عاشوراء تبرز مواهب البرعم عمار الحلواجي بصورة ملفتة، ويتسابق من في عمره من الأطفال والناشئة إلى حضور ومشاهدة مشاركاته سواء في مناطق وقرى البحرين أم على القنوات الفضائية، أو من خلال الإصدارات الصوتية. «الوسط» تلقت دعوة من مجموعة «المعامير للإنتاج الفني» لحضور تصوير آخر الإصدارات العاشورائية التي يقوم بتصويرها الرادود الناشئ عمار الحلواجي في حسينية الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) بمنطقة المعامير، واستثمرت هذه الدعوة بلقاء خاص مع المنشد عمار الحلواجي. ومن خلال اللقاء، الذي اتسم ببراءة الطفولة والطموح ألا متناهي، تمنى الحلواجي أن تكون مثل هذه الأعمال الإنشادية التي يقوم بها دافعاً لكل من يطمح إلى أن يدخل ساحة الإنشاد الديني، كما قال إنه يطمح إلى أن يكون نموذجاً ناجحاً لجميع المواهب الناشئة التي تسعى إلى إظهار الطاقات الذاتية التي تمتلكها وتستثمرها لصالح المجتمع. وأشار إلى أن البحرين بها نماذج ابداعية كثيرة ومميزة، ويمكن رعايتها والأخذ بيدها، من اجل أن تدخل في عالم التألق وتطوير الإنشاد الديني. ومتابعة للقاء عن باكورة الانطلاقة، قال الحلواجي: «البداية كانت عندما كنت في احتفالية دينية بمأتم بن زبر في المنامة، كنت حينها في سن السادسة من عمري». وواصل الحلواجي الصغير حديثه إلى «الوسط»، حيث أشار إلى «الدور البارز والمتواصل للوالد والمنشد أبو ذر الحلواجي في صقل ورعاية هذه الموهبة، حيث ذكر عمار أن الوالد أبو ذر يسعى إلى المحافظة على التاريخ العريق للمنشدين الحلواجيين، وذلك من خلال تعزير وتطوير الانشاد، ولهذا يسعى الوالد أبو ذر كي أكون الباب الجديد والمدخل الحديث للإنشاد من خلال زرع الثقة بنفسي وكذلك السعي لكتابة الكلمات وابتكار الألحان التي تشدُّ مسامع الصغار ويرغبون في الاستماع اليها». أما بخصوص انطباعات المنشد عمار الحلواجي ومشاركاته الخارجية سواء كانت في مناطق البحرين أو خارجها، بيَّن أنه على رغم أن التسجيل في الاستوديو يعطي الانشودة شكلاً جميلاً وإخراجاً يجذب المسامع، فإن المشاركات المباشرة أمام الناس لها إحساس لا يوصف، مشدداً على أنها صاحبة الدور الأكبر في تطوير موهبة الانشاد لديه. وتابع الحلواجي حكايات مشواره في الانشاد الديني، واستذكر المواقف التي لا تنسى، وأنها أصبحت محفورة في ذاكرته، حيث استذكر الوعكة الصحية التي ألمت به عندما كان على منصة الانشاد في احدى الفعاليات الدينية في منطقة بوري، على رغم استعداده الجيد والشغف بالمشاركة أمام الجمهور، الا ان القدر قال كلمته ما جعله يضطر إلى التوقف عن الانشاد. أما عن الاصدارت المخصصة للاطفال، فقد أكد الحلواجي أنه يسعى إلى تكوين بيئة انشادية خاصة بالاطفال يتعلمون فيها المبادئ والقيم النبيلة، مشيراً إلى أن إصدار الطفل الحسيني، الذي تم تسجيل فقراته الانشادية في البحرين والكويت، كان يحمل رسائل جميلة للأطفال، منها اهمية طاعة الوالدين والمحافظة على الآداب والسلوك الحسن والتحلي بالاخلاق الإسلامية في المواقع الدينية كالمسجد والمأتم. وختم الحلواجي حديثه بعرض مشاركاته المحلية في موسم عاشوراء لهذا العام، حيث بدأ مشاركته الأولى لهذا العام في منطقة كرباباد، تلتها مشاركات في مناطق متعددة في البحرين كبني جمرة والمعامير وبوري والمحرق والسنابس والمنامة.