لو قام شخص ما، سواء تعرفه أو لا تعرفه، بتصويرك أو نشر معلومات خاصة بك أو بأي أحد من أسرتك عبر أي وسيلة كانت فإن ذلك يعتبر جريمة معلوماتية يمكنك مقاضاته وعلى حسب الضرر ينال العقاب الذي يصل للسجن والغرامة المالية، كذلك لو كنت موظفاً وقام شخص ما بتصويرك أو نشر معلومات عنك أثناء عملك لأي غرض، حتى وإن كنت مخطئاً أو مقصراً في أداء عملك، فإن ذلك أيضاً يعد جريمة معلوماتية يعاقب عليها النظام بصرامة وحزم، كذلك لو قام شخص ما بابتزاز شخص آخر أو تهديده بصور أو مقاطع أو كتابة أو ما شابه ذلك، فإن ذلك يعد جريمة معلوماتية أيضاً يعاقب عليها النظام دون رحمة. كذلك ما يحدث في قنوات التواصل الاجتماعي المختلفة من تجاوزات قد تخص أفراداً أو جماعات أو جهات أو نظاما، سواء في "الجروبات" أو عبر التغريدات أو المنتديات أو اختراقات خصوصية الآخرين أو تناقلها أو التهديدات أو الإشاعات وغيرها، فإن ذلك وغيره الكثير يقع أيضاً تحت طائلة مكافحة "الجريمة المعلوماتية"، وما ينطوي تحتها من عقاب صارم يحمي الناس ويكفل لهم حقوقهم وخصوصيتهم، ليجنبهم التشهير والتشفي بهم دون وجه حق. وللأسف الشديد مع التقدم اللامحدود في عالم التقنية والمعلومات، وما وصل إليه الإنسان من تقدم تقني مفرط وإبحار في عالم الواقع وتجاوزه للخيال والعالم الافتراضي فقد ظهرت هناك بعض الأمور والتجاوزات من سوء استخدام التقنية والأجهزة الذكية والإلكترونية بالشكل السليم من قبل كثير من الناس، بل وتساهلهم في ذلك، مما نال مع الامتعاض الشديد الكثير منها أعراض الناس ودماءهم وأموالهم التي كفلها الإسلام وحفظها لهم، وقد وجهنا ديننا الإسلامي الحنيف إلى أنه لا يحق لأحد، مهما كان ذلك الإنسان، الإساءة لأي شخص أو التعدي عليه تحت أي ذريعة أو سبب، بل دعانا إلى ستر الناس لا فضحهم، مع أهمية الإشارة إلى أنه يمكن للشخص المتضرر الحصول على حقه بالنظام، دون التشهير بالآخرين أو محاولة الانتقاص منهم أو تهديدهم أو ابتزازهم وغير ذلك. وتعرف "مكافحة الجريمة المعلوماتية" في مجملها بأنها خدمة تقدم لمكافحة الجرائم المعلوماتية، سواء عن طريق الحصول على معلومات أو محادثات أو صور لحياة إنسان خاصة، ونشرها في وسائل تقنية المعلومات لغرض التشهير أو إلحاق الضرر به، وقد صدر مرسوم ملكي كريم بهذا الشأن يوضح كل ما يتعلق بذلك بشكل تفصيلي. كذلك من الواجب علينا كمواطنين ومقيمين وحسب النظام المسارعة في الإبلاغ عن أي أمر قد يضر أو يسيء لديننا أو وطننا أو رموزنا، وقد تم استخدام التقنية الإلكترونية في ذلك، بقي أن نقول يجب أن نستخدم التقنية فيما هو مفيد ونتجنب المضر منها، كذلك يجب أن نحذر من التشهير بالآخرين وأن نخاف الله في ذلك، وأن نوّعي من حولنا بهذا الأمر الخطير، والذي لا يخاف الله فليعلم أن هناك نظاما صارما حازما ما بين السجن والغرامة المالية فيما يخص "الجرائم المعلوماتية" التي تنصف الناس وتعطيهم حقوقهم تحت ظل قيادة مباركة تحكم بشرع الله وتقيم حدوده. أخيراً، نقول أين دور الإعلام والمدارس والمساجد في توعية الناس حول هذا الموضوع المهم جداً، والذي قد يجهله الكثير منا وقد يقع فيه البعض بحسن نية فيجد العقاب الصارم ينتظره فيصطدم به على جهل منه.