جدة الشرق يرعى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، الثلاثاء القادم الموافق الثالث من جمادى الأولى فعاليات المؤتمر والمعرض العالمي حول تأثير أنماط الحياة الحديثة على الصحة الذي ينظمه المركز الطبي الدولي بحضورعلماء عالميين وأطباء ومتخصصين من مختلف أنحاء العالم. المؤتمر الذي يعتبر أول مؤتمر متخصص من هذا النوع، هو تجربة رائدة لوضع خطة علاجية تساهم في مواجهة طوفان أنماط الحياة الحديثة، والتي أدّت إلى أنماط سيئة سادت وأدّت إلى انتشار الأمراض في مجتمعنا لتصبح أشبه بالوباء، ومن ذلك السمنة ومضاعفاتها التي تنفق المملكة على علاجها سنويا 19 مليار ريال، ويعتبر الأطفال على رأس المصابين بداء السمنة بسبب الأنماط التي اعتاد الأطفال عليها ومنها قضاؤهم 22 ألف ساعة أمام التلفاز مقارنة بـ 14 ألف ساعة يقضونها في قاعات الدروس. ويتضمن المؤتمر عرض برنامج الكرام للعلاج الخيري حيث تعرض مؤسسة حسن عباس شربتلي الخيرية لخدمة المجتمع أول برنامج من نوعه لعلاج الفقراء مجاناً للسعوديين والسعوديات حيث وقعت المؤسسة والمركز الطبي الدولي اتفاقية للمرضى غير القادرين من السعوديين والسعوديات في مجالات عدة، أهمها أمراض القلب والكلى والأمراض المتعلقة بها، كجزء من الخدمات الإنسانية والاجتماعية التي تقوم بها مؤسسة الشربتلي الخيرية ضمن إطار المجالات المختلفة لخدمة المجتمع. وقال نائب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة حسن عباس شربتلي الخيرية إبراهيم حسن شربتلي إن برنامج الكرام للعلاج الخيري يأتي ضمن أطر الخدمات الاجتماعية والاطلاع بالمسؤولية الاجتماعية تجاه الوطن العزيز بصفة عامة والمجتمع بصفة خاصة. وقال المشرف العام على المؤسسة عبداللطيف بن عبدالله النقلي إن المؤسسة اختارت المركز الطبي الدولي لتنفيذ هذا البرنامج لما لديه من إمكانية طبية وتقنية وبشرية مؤهلة للتعامل مع الحالات المستعصية وتقديم أفضل الخدمات لمحتاجيها حيث تم حتى الآن علاج 52 حالة مرضية بمساهمة كاملة من المؤسسة أو 50% وبلغ قيمة الدعم لهذه الحالات 2 مليون و400 ألف ريال ولمدة من 2011 إلى 2013 م وإن المؤسسة بدأت تنفيذ برنامج الكرام 2 بدءاً من العام الجديد 2014 م . من جهته قال الدكتور وليد حسن فتيحي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمستشفى الطبي الدولي وهو يتحدث عن فعاليات المؤتمر والمعرض العالمي حول تأثير أنماط الحياة الحديثة على الصحة إن كثيراً من الأمراض سادت وانتشرت في مجتمعاتنا لتصبح أشبه بالوباء، بسبب نمط الحياة الحديثة التي تفرض بمتغيراتها ممارسات دخيلة على الإنسانية والفطرة السليمة ومنها انتشار مطاعم الوجبات القمامية و(هذه الترجمة الحرفية للمصطلح الإنجليزي Junk Food)، لتواكب عصر السرعة وتوفر النكهة القوية بصرف النظر عن قيمتها الغذائية. وتحتوي وجبات هذه المطاعم على كميات عالية من الدهون في حين أنها تفتقر للعناصر الغذائية، وهي بذلك تؤدي إلى الشبع دون تزويد الجسم بما يحتاجه من المجموعات الغذائية المختلفة. وأضاف إن هذه المطاعم تساعد على تراكم الدهون في الجسم وبالتالي زيادة الوزن مسببةً أمراضاً عديدة في المجتمع، ولاعجب أن تصل نسبة الإصابة بالسكري مثلاً في المملكة العربية السعودية إلى 25% بين البالغين، لتعد ضمن النسب الأعلى عالمياً. بل إن الدراسات تشير إلى أن هناك 47 مرضاً سببها الرئيس السمنة، وأن حجم الإنفاق على علاج السمنة ومضاعفاتها في المملكة يصل سنوياً إلى 19 مليار ريال، ويموت سنوياً نحو 20.000 مواطن بسبب السمنة. وأفاد فتيحي أن أساليب الحياة المعاصرة ودخول تقنيات لم نعد نستطيع الحياة بدونها، مثل الإنترنت إلى التلفاز والهاتف المحمول. ووفقاً لإحصائيات اليونيسكو يقضي الطالب العربي بسن الثامنة عشرة 22 ألف ساعة أمام التلفاز مقارنة بـ14 ألف ساعة في قاعات الدروس، وفي دراسة حديثة لشركة Booz and Co. مع شركة الإنترنت Google عن استخدام الإنترنت والهواتف الذكية في تسع دول عربية، كان من نتائجها أن 40% من الشباب يستخدمون الإنترنت على الأقل خمس ساعات يومياً، بل إن 80% من الشباب يكون أول عمل يقومون به عند قيامهم من النوم هو تفقد هواتفهم الذكية وهؤلاء يعتبرون فقدان هواتفهم من المصائب الكبرى التي قد تحل عليهم. ولفت إلى تقرير التنمية الثقافية الذي أصدرته مؤسسة الفكر العربي في دورته العاشرة، والذي وضّح أن متوسط قراءة الفرد الأوروبي يبلغ حوالى 200 ساعة سنوياً، بينما للفرد العربي لا يتعدى ست دقائق سنوياً وهو في تناقص، وهذه نسبة مخيفة بل وكارثية.