أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكد السفير وائل جاد، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، أن السادس من أكتوبر الذي يحمل الذكرى الـ 43 لانتصار القوات المسلحة المصرية في حرب 1973 وذكرى العبور، يجسد تلاحم الدول العربية واصطفافها الذي ساهم في تحقيق النصر والعبور، مشيراً إلى أن التحديات التي تواجه المنطقة الآن تستدعي الاصطفاف مرة أخرى، والانتباه لتخطي هذا المنعطف التاريخي الذي يحمل الكثير من التحديات. وقال في حوار لـ«الاتحاد» بمناسبة ذكرى انتصار أكتوبر: لا يمكن أن ننسى أو تنسى الأمة العربية هذا النصر الذي تحقق بفضل من الله أولاً، ثم الإعداد والتخطيط والتنفيذ لقواتنا المسلحة وبسالة الجندي المصري، ثم التوحد العربي ودعم أشقائنا في المنطقة العربية حتى تحقق العبور وحررت الأرض، واستعادت الأمة العربية عزنها وكرامتها، بعد أن سعت قوى في المنطقة لكسرها في عام 1967، ولا يمكن أن ننسى أن نتيجة التكتل العربي كان النصر الذي تحقق، واستردت الأمة أرضها وتحقيق ملحمة عسكرية شارك فيها العرب بجانب الجيش المصري. وأشار إلى أن هذه الذكرى غالية على الأمة العربية بأكملها، وإذا تذكرنا هذه المناسبة فلن يكون الحديث عن انتصار عسكري فقط بهدف تحرير الأرض والكرامة، لكنها أيضاً تستحضر التلاحم العربي ووحدة الدول العربية في ظرف تاريخي هو الأهم في العصر الحديث، والذي أحدث تغيراً في موازين القوى في المنطقة. وحول دور وإسهام دولة الإمارات العربية المتحدة، ذكر السفير المصري: موقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان موقفاً تاريخياً ومشرفاً، من حيث وقوفه بجانب مصر، ولن ننسى مقولته الشهيرة «البترول ليس أغلى من الدم العربي»، والتي جسدت معنى الوقوف بجانب الأشقاء بسلاح استراتيجي مهم، العالم أجمع يدرك قوته، وكان بالفعل قطع إنتاج البترول من الخطوات المهمة التي اتخذتها الدول العربية وقتها. وقال السفير: إنه يحتفظ بصورة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالزي العسكري في ميدان القتال بحرب 1973، ولفت إلى أنه سعيد بوجوده سفيراً لمصر في الإمارات، حيث إن هناك علاقات خاصة، ومتميزة تجمع بين البلدين على الصعد كافة، مشيراً إلى أن مواقف الإمارات لن تغيب عن الذاكرة ولا واقعنا الذي نعيشه بعد مرور أكثر من أربعة عقود، حيث إن التلاحم العربي وقت الحرب كان يؤشر بحلول النصر وقد كان، مشيراً إلى أن ذكرى انتصار أكتوبر فرصة لإعادة الاصطفاف مرة أخرى، في ظل الظرف الدقيق والصعب الذي تمر به منطقتنا العربية والتحديات التي تواجه الدول العربية، والتي تعاني من أخطار تستهدف كيانات الدول في المنطقة، ولا يمكن التصدي لتلك المكائد والأخطار سوى من خلال الوحدة العربية والتكاتف في وجه هذه المخططات حفاظاً على مقدرات شعوبنا العربية، وتحقيق الأمن والتنمية والاستقرار، استلهاماً لذكرى حرب أكتوبر المجيدة. وأشار إلى أن انتصار أكتوبر يدعو للفخر لكل مصري وعربي، وعلى كل مصري أن يعتز ويفخر بجنوده البواسل الذين يسهرون على حماية الوطن وحماية مقدراته، ويحقق الاستقرار والأمن للوطن وللمنطقة العربية بأكملها. وأشاد جاد بالعلاقات المصرية - الإماراتية، وهي علاقات تاريخية وتسير إلى آفاق أرحب وأوسع لما هي عليه الآن، والقيادة السياسية في البلديين على تواصل دائم والتنسيق مستمر وعلى أعلى المستويات، وهذه العلاقات بدأت منذ أيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه ، وتألقت العلاقات في أعقاب ثورة 30 يونيو وما أظهرته الإمارات من دعم ومساندة لمصر، وهناك تميز وخصوصية في العلاقات مع الإمارات تتخطى الأطر الرسمية، حيث يحمل الشعبان المصري والإماراتي الكثير من الحب والتقدير، ويشعر المصريون بأنهم في بلدهم وأن لهم مكانة خاصة في قلوب الإماراتيين، وكذلك الشعب المصري يحمل في قبله مكانة خاصة للشيخ زايد والشعب الإماراتي. وقال جاد: إن المصريين لهم في الشيخ زايد كما للإماراتيين، فهناك من يقطن في حي أو مدينة تحمل اسم الشيخ زايد، وهناك من يعالج أو يدرس في مدرسة تحمل اسم المغفور له، وذلك لحبه الجارف لمصر، ولذا بادله المصريون الحب ولازال اسم الشيخ زايد، رحمه الله، حاضراً في أذهاننا، ولا يغيب عن الشعب المصري وقفاته ومواقف الإمارات معه في محنه وأزماته. وأكد أن مصر تواجه تحدياً اقتصادياً كبيراً، فضلاً عن أنها تحارب الإرهاب في المنطقة، لكن مع كل هذه التحديات، فإن مصر لديها كل المقومات للتغلب على تلك الصعاب في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة.