القاهرة (وكالات) وقع الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني عمر البشير أمس، عدداً من اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين. وذكرت وسائل الإعلام المصرية الرسمية والسودانية أن الرئيسين السيسي والبشير وقعا وثيقة شراكة استراتيجية شاملة، كما وقعا على المحضر الختامي للدورة الأولى على المستوى الرئاسي للجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان. وقال السيسي في فاتحة اجتماعات اللجنة العليا السودانية المصرية المشتركة أمس بالقاهرة، إن «مصر والسودان تحتفلان، اليوم، بتعزيز العلاقات عبر خطوات عملية وثابتة، بدأت بافتتاح منفذ قسطل في أبريل 2015، ومنفذ أرقين الحدودي، مؤكداً مواصلة الجهود من أجل مستقبل أبناء شعبَي وادي النيل، للتغلب على أي عقبات للحفاظ على متانة العلاقة الراسخة عبر التاريخ. وأضاف خلال كلمته: علينا أن نبذل كل الجهد لتذليل العوائق والصعوبات التي تحول دون التحرير الكامل للتجارة بين مصر والسودان، وانسياب حركة السلع والمنتجات بين البلدين، وهو الأمر الذي يتعين أن يكون على قائمة أولوياتنا لتحقيق المصالح المشتركة والعمل معاً لتحقيق تطلعاتنا التنموية. وتابع الرئيس المصري: إن ما نواجهه من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية يدفعنا نحو التكاتف وتضافر الجهود، فلا غنى عن التعاون الصادق بين مختلف مؤسساتنا والتعاون لمكافحة قوى الطرف، سواء أمنياً أو من خلال معالجة جذور الأفكار السامة بالفكر، ومن المهم استمرار التعاون لدعم جهود السلام وحل النزاعات في المنطقة العربية، بما يسهم في الاستقرار الإقليمي والدولي. ودعا الرئيس المصري نظيره السوداني إلى إطلاق شراكة إستراتيجية شاملة بين بلدينا لتجسد العلاقات الوثيقة والروابط التاريخية العريقة الممتدة، وترسم الأطر اللازمة لإحراز التقدم في شتى مجالات العلاقات الثنائية وبما يرسخ المصالح المشتركة بين البلدين. وأكد أن مصر تساند كل الجهود التي يبذلها السودان لإرساء الاستقرار، موضحا أن مصر لا تدخر جهدا لدعم سيادة السودان وضمان وحدته وسيادة أراضيه، وإدانة أي محاولات للتدخل في شؤونه الداخلية. من جانبه، دعا البشير لتفعيل وتقوية آليات التعاون المشترك بين السودان ومصر بما يحقق الرغبة المشتركة في تعزيز أطر التعاون بين البلدين. وأكد في كلمته العزم لتحقيق المزيد من التعاون والعلاقات المتميزة والفريدة بين البلدين. وطالب بضرورة تفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات بين البلدين إلى واقع ملموس وبرامج حية، مؤكداً عزمه على مواجهة التحديات من خلال التعاون المشترك والتأسيس لعلاقات سياسية واقتصادية متينة، ليكون أساسها هذا التاريخ الكبير بين البلدين، والاحترام المتبادل للسيادة والخصوصية.وهنأ البشير الشعب المصري، بمناسبة ذكرى انتصارات حرب أكتوبر، قائلاً: السادس من أكتوبر لا يمثل نصراً للمصريين فقط، ولكنه لكل العرب، وللسودانيين الذين سالت دماؤهم مع المصريين، حفاظاً على وحدة الأرض. وأكد الرئيس السوداني أن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية خط أحمر، ولن نسمح بتجاوزه أو المساس به، مشيداً بنجاح المملكة في تنظيم موسم الحج لهذا العام. ودعا البشير إلى عدم الالتفات لكل من يقلل من هذا الدور الكبير للمملكة، مؤكداً أن أمن واستقرار السعودية مسؤوليتنا جميعاً ولن نسمح بالمساس به. وأوضح الرئيس السوداني أن بلاده تؤمن بأهمية تعاون كافة دول الجوار لحل الأزمة في ليبيا، وسوريا ودعم جهود الكويت لحل الأزمة اليمنية. وقال البشير: سنطلق حواراً وطنياً في السودان بمشاركة جميع الأطياف والقوى السياسية في العاشر من أكتوبر الجاري، مشدداً على ضرورة مكافحة الهجرة غير الشرعية والفقر، ومعرباً عن تطلعه لنجاح القمة العربية الإفريقية التي ستعقد في غينيا الاستوائية لمواجهة هذه الظاهرة. وكان الرئيس السوداني وصل إلى القاهرة في وقت سابق أمس قادماً على رأس وفد من الخرطوم في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها دعم علاقات التعاون بين مصر والسودان في كل المجالات وآخر تطورات الوضع في المنطقة. وكان الرئيس المصري في استقباله بمطار القاهرة.