شدد اختصاصي اجتماعي على ضرورة أن يكون في المدرسة رقم لأولياء أمور الطلبة والطالبات ورقم طرف ثالث لأخذ الأذن منه أو تبليغه بخروج الطالب كإجراء روتيني قد يردع من تسول له نفسه بإزهاق نفس بريئة أو إلحاق أي نوع من الأذى لها. وقال الاختصاصي الاجتماعي محمد النمري إنه لم يمضِ وقت طويل على فاجعة جازان في العام الدراسي الماضي حينما أقدم والد الطفل وهو مريض نفسيًا (كما صرح لاحقًا) من الاستئذان لولده الصغير من المدرسة لا ليفرحه بشراء أي شيء يحبه أو على الأقل يوصله لمنزله قبل زملائه الطلاب فيشعر بشيءٍ من النشوة والفرح لكن الطفل البريء يفاجأ أن والده يقوده إلى الموت ليس إلا، عن طريق أبشع وسيلة في القتل فينحره نحر النعاج. وأضاف النمري: واليوم وبالأسى نفسه ومقدار الحزن استقبلنا خبر إقدام زوجة الأب وبالسيناريو الآثم نفسه مع طفلة بريئة لزوجها وضرتها (الزوجة الثالثة لزوجها) بعد خطفها من المدرسة. ولم يحمّل النمري المدرسة أي مسؤولية تُذكر في كونها سمحت بالخروج للطالبة مع عمتها، فلن يخطر في بال أي أحدٍ أن "العمة" مهما بلغ بها الحقد والجنون ستقدم على نحر طفلة بريئة، فضلاً عن كون الطالبة في الصف الأول ولم يسمح الوقت للمدرسة والمرشدة بتكوين خلفية اجتماعية لأسرتها كون الدراسة مازالت في أيامها الأولى. وأكد أن هذه الزوجة أقدمت على جريمتها بدافع الغيرة والحقد من ضرتها، أو بدافع إلحاق الضرر بزوجها، أو بدافع الانتقام منهما معًا (الزوج والضرة)، أو لمرض نفسي تعانيه سلفًا، أجبرها أن تتلطخ بهذه الجريمة البشعة المنافية للفطرة السليمة الصافية، والتي لا يقدم عليها من يحمل أدنى مسكة عقل، أو أدنى ذرة من إيمان. وواصل: هكذا برر الجميع للحادثة عند سماعهم الخبر ولا نعلم نحن أو إياهم بما دار في عقل هذه المرأة وما اختلج في نفسها مما أفقدها بصيرتها وسلبها عاطفتها وإنسانيتها لتفكر مجرد تفكير أو تقدم ولو خطوة واحدة نحو جريمة بهذه الصورة البشعة، فضلاً عن سبق الإصرار والتخطيط ، بأخذ سجل العائلة ، واختيار والوقت والزمن ، والذهاب إلى المدرسة منتحلة شخصية الأم الحنون ، لتنفذ جريمة تصدعت لها قلوب السامعين لها جميعًا فبكوا هذه الطفلة البريئة وكتبوا وتناقلوا صياحهم الذي عبّر عن قدر الألم الذي حل بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. واستطرد قائلاً "لقد فجعنا ونحن لا نعرف هذه الطفلة، ولا نعرف أسرتها، فكيف كانت فاجعة الأقارب والجيران، أعانهم الله مضيفًا: إننا نشفق على قلب الأم التي نامت مطمئنة لأنها أخرجت ابنتها من منزلها بعد أن هيئتها لمدرستها ولم يدر في خلدها أنها قد أخرجتها للموت لتصاب بهذه المصيبة المزلزلة، ونشفق على الأب المسكين الذي طعن مرتين فخسر ابنته الطفلة وخسر زوجته وربما أم أبنائه فبدلاً من أن تكون تلك الزوجة قلبًا حنونًا رحيمًا بأبنائه، تحولت إلى قلب قاسٍ منتقم حقود لا يعرف الشفقة والرحمة". وتابع " النمري" ومع مراجعة لما حدث نلقي الضوء على ما يصاحب هذا الحدث في العادة من كثير من التعليقات في مجتمعنا الكريم، فبعضهم يلقي باللائمة على الأب لزواجه أكثر من زوجة، فزواجه في نظر بعضهم يعد سببًا في نشوء العداوة والحقد والغيرة بين الزوجات، هذه الغيرة التي قادت هذه الزوجة للانتقام عن طريق تصفية روح هذه الطفلة. وأضاف: لا شك أن هذا التبرير خاطئ ولا يمت للحقيقة والعقل بأي صلة، فمجتمعنا مليء بالمعددين بأكثر من زوجة، ولم نسمع بمثل هذه الفاجعة بينهم، بل إن بعضهم يعيش في ألفة وكأنهم أبناء زوجة واحدة. وأبان "النمري" أنه قد يفسر مفسر سبب هذه الجريمة كون الزوجة تعاني مرضًا نفسيًا أرغمها على الوقوع في هذه الجريمة البشعة، والحق أن المريض النفسي لا يملك كل هذه المهارة في التخطيط للوصول إلى تنفيذ جريمة بهذا المستوى المتقن وبهذا القدر من البشاعة، نعم الحقد يعمي وحب الانتقام والانتصار للنفس هو في ذاته تغير في السلوك النفسي ، وقد يؤدي إلى جرائم عدة ، لكن المسؤولية الجنائية لا يمكن لكاتب مثلي ولو كان اختصاصي اجتماعي أن يثبتها أو ينفيها عن هذه الزوجة إذ ينبغي أن تخضع للجنة محكّمة في مستشفى نفسي ليقرر ذلك. ووجه النمري في ختام حديثه كلمة للزوجات قائلاً: "ليس من العدل والمنطق مهما حدث من ظلم الانتقام بإلحاق أي نوع من الأذى لأبناء الزوجة الأخرى، ردًا من موقف مؤذٍ قد حدث أو مشكلة لم يتم حلها أو البت فيها، فالصراعات قد تحدث بين الإخوة، وهي من طبيعة هذه الحياة وينبغي حلها بالحكمة والعقل. وطالب الأبناء بتجنب هذه الخلافات وعدم الدخول في الصراع بين الأمهات مهما كان حجمه، فالغيرة التي فطرت عليها النساء هي من يذكي هذا الصراع ولن ينتهي، فبعد الأبناء عنه سبب.