صدم المفكر السعودي صالح المنصور المثقفين بوفاته المفاجئة، قبل يومين بسبب حادث أليم في العاصمة السعودية دهسا عن عمر يناهز 60 عامًا. وعرف صالح المنصور بلقب «الشيوعي الأخير»، حيث تبنى الفكر الاشتراكي الشيوعي قبل سنوات طويلة، وأعلن كراهيته للأنظمة الرأسمالية، على الرغم من مولده في إحدى محافظات العاصمة السعودية عام 1955. وتميز المنصور بمظهره المخالف للسعوديين، حيث اعتمد ارتداء البدلات الرسمية، لكنه لم يغير لون ربطة عنقه الحمراء، وتخلى عن الزي السعودي والشماغ. سافر المنصور في الثمانينات إلى الاتحاد السوفيتي سابقا، وفي مقابلة سابقة مع قناة «إم بي سي»، أكد أن الناس كانوا مترابطين في القرى أكثر من المدينة، وفي الأحياء الشعبية أكثر من الأحياء الراقية، أما الآن فيعيشون في حضارة الخرسانة، لا أحد يعرف جاره. وأكد أن «المجتمع السعودي كان قبل أربعة عقود أكثر انفتاحاً من اليوم». وقال إن «رواية الشيوعي الأخير هي التي حركتني لكتابة «شيوعي الرياض»، والتي تحاول أن تحكي عن المجتمع عندما كان يعاني من العزلة، قبيل انتشار الراديو ووسائل الاتصال». وقال الكاتب في صحيفة «الشرق» الراحل حسن الحارثي، إنه في نهاية إحدى جلسات معرض الكتاب، «يوزع علينا كارته المؤطر بالأحمر وفيه عرف عن نفسه باحث في الفكر ناشط في حقوق الإنسان شاعر كاتب من مؤسسي نقابة العمال ومكتبة الحرية ونقابة أنصار المرأة تحت التأسيس»، وكتب أخيراً: «حرية التجارة تعني الفوضى والغلاء والتفاوت الطبقي والفقر والجرائم بأنواعها، نعم للجمعيات». وكان المنصور يأمل بأن يتجاوز المجتمع السعودي بعض عاداته السلبية التي تعوق تطوره وتقدمه، وبخاصة ما تعلق منها بالتفسير الخاطئ لبعض النصوص الدينية.