تواصل قصف الطيران الروسي والسوري على أحياء مدينة حلب أمس الثلاثاء، بعد مقتل 24 شخصا في غارات الاثنين، فيما يبقى أفق التحرك الدبلوماسي مسدودا مع تعليق واشنطن محادثاتها مع موسكو حول الأزمة السورية. وتجدد القصف على عدد من الأحياء التي تشكل قوسا خلف نقاط تقدمت إليها قوات النظام مؤخرا في منطقة مشفى الكندي ومعامل الشقيف شمالي مدينة حلب. في مسعى للنظام لمد الحزام الذي يحاصر به أحياء حلب الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة، ومنع تمرير أي مساعدات غذائية أو إمدادات. وفي السياق نفسه، قال ناشطون إن قوات المعارضة صدت هجوما عنيفا لقوات النظام على جبهة حي الشيخ سعيد جنوب مدينة حلب الليلة الماضية وقتلت عددا من الجنود. من ناحية أخرى، أعلنت عدة فصائل في المعارضة أمس الثلاثاء عن بدء معركة جديدة في ريف دمشق الغربي تهدف لاستعادة النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام في محيط اللواء 75 وبلدة الديرخبية. ودفع التصعيد في حلب واشنطن إلى تعليق محادثاتها مع موسكو بشأن إعادة إحياء وقف إطلاق النار الذي انهار بعدما صمد أسبوعا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي «لم يتم اتخاذ هذا القرار بسهولة»، في وقت اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست أن «صبر الجميع قد نفد» في الموضوع السوري. وأوضح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الثلاثاء أن الولايات المتحدة «لم تتخل» عن سوريا ولم تعدل عن السعي إلى خطة لإحلال السلام فيها رغم تعليق تعاونها مع روسيا. على صعيد متصل.. حذر المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد الحسين روسيا من استخدام أسلحة حارقة في شرق حلب المحاصر، مبينا أن -ما وصفها- «بجرائم أحد الطرفين لا تبرر التصرفات غير القانونية للطرف الآخر». وقال الأمير زيد في بيان أمس الثلاثاء إن الوضع في حلب يتطلب مبادرات «جديدة جريئة» للحد من استخدام الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن حق النقض (فيتو) حين يتعلق الأمر بجرائم حرب، مما يسمح للمجلس بإحالة قضية الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف أن الحكومة السورية وحلفاءها باشروا «نمطا من الهجمات» ضد أهداف تحظى بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي، ومن بينها وحدات طبية وعمال مساعدات ومحطات لضخ المياه.;