×
محافظة المنطقة الشرقية

إطلاق نار على دورية أمنية شرق السعودية

صورة الخبر

تنقسم الأمراض التي لها علاقة بالطعام إلى قسمَين رئيسيَّين هما: حساسية الطعام، وعدم تحمُّل الطعام، والفرق بينهما، أن حساسية الطعام، عبارة عن ظهور أعراض الجهاز الهضمي كالغثيان والقيء والمغص في البطن مباشرة، بعد تناول وجبة الطعام، بالإضافة إلى ظهور حكة وعطاس وانسداد في الأنف، واحمرار في الجلد، وأرتكاريا، والودمة الوعائية، وهي عبارة عن انتفاخات في الفم والشفتَين والحلق، حيث تنتج هذه الأعراض من توسُّع في الأوعية الدموية؛ نتيجة إفراز مادة الهستامين وزيادة في خروج السوائل من الدم للأنسجة. أما عدم تحمُّل الطعام، فهو مرض لا علاقة له بالحساسية، ولا ينتج عن أمراض الحساسية، ولا تظهر فيه الأعراض مباشرة بعد تناول الطعام كما يحدث في (حساسية الطعام)، بل تحتاج لفترة طويلة حتي تظهر، ولا تظهر فيه أعراض الحساسية المعروفة (احمرار الجلد، الحكة، الانتفاخات)، وتنتج أعراض عدم تحمّل الطعام عن وجود مشكلة في الطعام نفسه كوجود مواد كيميائية فيه كمادة الكافيين والتي تسبب الصداع النصفي بما يُسمّى (الشقيقة). وقد وُجِد في الدراسات الطبية الحديثة أن معدَّل انتشار حساسية الطعام في البالغين منخفض (1.4%) بالمقارنة مع عدم تحمّل الطعام الذي يعتبر منتشرًا جدًّا، وذلك عكس ما يعتقده الكثير من الناس؛ لأن أي مريض يعاني من أعراض الجهاز الهضمي يعزو ذلك لحساسية الطعام، بينما معظمها ناتج عن عدم تحمّل الطعام. كما أنه وجد من خلال الدراسات الحديثة أن حساسية الطعام تنتشر بصورة أكبر في الأطفال خلال السنة الأولى من العمر، وبالذات من استعمال حليب البقر، وهو الحليب الصناعي، ثم تبدأ بعد ذلك حساسية الطعام بالتناقص كلما ازداد عمر الطفل، ويُستثني من ذلك بعض الأطعمة التي تستمر حساسيتها ولا تتناقص مع تقدُّم العمر، مثل الفول السوداني (اللوز) والمكسرات والسمك والمحار، كما يمكن لحساسية الطعام أن توجد مع أمراض حساسية أخري كحساسية الجلد لدى الأطفال (الأكزيما)، والربو الشُّعبي، وتختلف حساسية الطعام من مجتمع لآخر تبعًا لاختلاف عادات الأكل بين تلك المجتمعات كالحساسية الشديدة للفول السوداني (اللوز) الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، بينما الحساسية الشائعة في اليابان هي للسمك. وفيما يتعلق بالوفيات والمراضة، فإن عدد الوفيات من حساسية الطعام قليلة، حيث تنتج عادة من فرط الحساسية (صدمة الحساسية) مثل فرط الحساسية للفول السوداني (اللوز) وبعض المكسرات والسمك والبيض والحليب والمحار، وبعض الفواكه والخضراوات، ولذلك فإن ظهور فرط الحساسية من أي نوع من أنواع الطعام يُعتبر سببًا مؤكدًا ومباشرًا لمنع تناول ذلك الطعام مدى الحياة، حيث يمنع تناول ذلك الطعام بشكل دائم، أما بالنسبة للمراضة فإن تجنب أكل بعض المأكولات الشائعة يسبب تقييدًا لحياة المريض؛ لذلك يجب عدم توجيه المريض بتجنب أي نوع من الطعام إلا عند وجود ثبوت قطعي للحساسية منه؛ لئلا يتجنب المريض طعامًا ليس عنده حساسية منه. كيفية حدوث حساسية الطعام يعمل الجهاز الهضمي الطبيعي لدى الإنسان على امتصاص المواد الغذائية المفيدة، ويحوّلها إلى طاقة، ولا يُسمح للمواد المهيِّجة للحساسية بالدخول إلى الدم عن طريق وجود عدة أجهزة دفاعية تؤدي هذه الوظيفة، وهذه الأجهزة الدفاعية هي مثل حامض وأنزيمات المعدة والغشاء المبطن للأمعاء، وبعض الإفرازات لأجسام مضادة موضعية داخل الأمعاء وظيفتها أنها ترتبط مع المواد المهيِّجة للحساسية، وتمنع دخولها للدم، وتكون هذه الأجهزة الدفاعية، غير ناضجة عند الأطفال حديثي الولادة إلى عمر ثلاثة أشهر، وبالتالي إذا أُعطي الطفل طعامًا فيه مهيّجات للحساسية خلال هذه الفترة فإنها تدخل للدم، وتُسبِّب إثارة الجهاز المناعي والحساسية لديهم مما يجعلهم عُرضة لظهور أمراض الحساسية في المستقبل. عند تكرر تعرض الطفل لنفس المواد المهيِّجة للحساسية في المستقبل فإن ذلك يُعرِّضه لظهور أعراض حساسية الطعام، تظهر أعراض حساسية الطعام خلال فترة وجيزة بعد الأكل في صورة أعراض فورية وهي أعراض الودمة الوعائية، مثل تجمّع السوائل تحت الجلد؛ مما يؤدي إلى انتفاخات في الشفتَين والحلق والجفون والمرِّيء، أو تؤثر بشكل غثيان وقيء شديد، وآلام مغص في الأمعاء وإسهال، وقد تظهر الأعراض في أجهزة أخرى كالرئة والجلد والأنف، وكل التفاعل السابق هو تفاعل فوري خلال دقائق بعد أكل الطعام، لكن ذلك لا يمنع من حدوث تفاعلات متأخرة بعد يوم أو يومَين من أكل الطعام. كيفية حدوث عدم تحمُّل الطعام لابد من التأكيد على أن عدم تحمُّل الطعام لا علاقة له بالحساسية، وتشخيصه صعب بالمقارنة مع حساسية الطعام التي يُعتبر تشخيصها سهلًا، وصعوبة تشخيصه هي لعدة أسباب منها: عدم وجود فحص مخبري خاص له، كما أنه له علاقة بالحالة النفسية لدى المريض. أما أسباب عدم تحمُّل الطعام فهي: تناول بعض الأطعمة التي تحتوي على بعض المواد التي تهيِّج الجهاز الهضمي مثل: الأطعمة المحتوية على مادة الهستامين، وهي موجودة في المواد التي تؤكل بعد انتهاء فترة صلاحيتها بزمن طويل مثل السمك الدهني الموجود في التونة والسردين والفراولة والطماطم والبرتقال، والخمرة الحمراء. والأطعمة التي تحتوي على مادة التايرامين مثل الجبن والخمرة الحمراء، والتي تسبب الشقيقة (الصداع النصفي). والأطعمة المحتوية على مادة المونوصوديوم جلوتاميت، وهو ملح يستخدمه سكان جنوب شرق آسيا في أطعمتهم، بالذات المعلبات الجاهزة والأطعمة المحفوظة التي تستخدم في تلك البلاد، بالإضافة إلى الأطعمة التي يتم تحضيرها في المطاعم الصينية، حيث وجد أن تناول الأطعمة المحتوية على هذه المادة يسبب ظهور احمرار شديد في الوجه، وصداع ومغص في البطن بعد تناول تلك الوجبة بعدة ساعات. والأطعمة التي تحتوي على مادة السلفايت أي السلفا، حيث توجد هذه المادة في حافظات الطعام، والتي تستخدم لحفظ بعض الأغذية مثل المستخدمة في حفظ السلطات الموجودة في بوفيات المطاعم؛ ليتم حفظها بشكل طازج لفترة طويلة، كما توجد مادة السلفايت في الخمرة والفواكه المجففة، كما أن مادة السلفايت تؤدي إلى تدهور حالة الربو الشّعبي. والأطعمة التي تحتوي علي مادة التارترازين، وهي مادة ملونة للطعام باللون الأصفر، والتي وجد أنها قد تهيِّج حساسية الجلد والربو الشعبي والأرتكاريا وانتفاخات في الشفتَين والجفن والحلق (الودمة الوعائية)، وبعض الأمراض الوراثية الناتجة عن نقص بعض الأنزيمات المهمة لهضم بعض المواد في الجسم، كنقص إنزيم اللاكتيز المهم في هضم سكر الحليب؛ مما يؤدي إلى إسهال مزمن وأعراض في الجهاز الهضمي بعد شرب الطفل الحليب، ونقص في الإنزيم الذي يهضم مادة الكحول (الخمرة)؛ مما يسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي بعد تعاطي الكحول، والتسمم الغذائي الناتج عن تناول أطعمة ملوثة ببكتيريا التسمم الغذائي أو بعض المواد الكيميائية، واحتواء الطعام على مواد مهيِّجة للجهاز الهضمي كالفواكه الحمضية (كالبرتقال والليمون)، والتي قد تسبب ظهور طفح جلدي حول الفم مع حساسية الجلد لدى الأطفال، أو المأكولات الحراقة شديدة الحرارة، كالمأكولات المحتوية على الفلفل والبهارات الحارة والتي قد تسبب سيلان الأنف.