وجد قرار إدارة النادي الأهلي بإلغاء ارتباطها مع المدرب البرتغالي جوزيه جوميز واستعادة خدمات مدرب الإنجازات الأهلاوية السويسري كريستيان جروس ردود فعل واسعة لدى غالبية متابعي كرة القدم السعودية سواءً كان من مؤيدي القرار أو حتى من كل من استغرب سرعة اتخاذ الأهلاويين لقرار الاستغناء عن خدمات جوميز الذي لم يكمل أيامه التسعين الأولى على رأس الجهاز الفني لبطل آخر ثلاث بطولات رسمية في كرة القدم السعودية، إضافة إلى ذلك كان للقرار تفاعل من فئة أخرى استغربت تجديد الثقة بشكل كامل من إدارة النادي بالمدرب جوميز عقب مواجهة الديربي أمام الاتحاد ومن ثم إلغاء عقده عقب ذلك بأسبوع والتعاقد مع المدرب جروس. وحاولت (الجزيرة) استقصاء الوضع الأهلاوي كاملاً وتفهم الأسباب الرئيسة لذلك القرار المفاجئ وما سبقه من دود فعل وكذلك ما تبعه من تأييد أو رفض. شكوك من البداية.. وإعداد لم يصل إلى مستوى الطموح كانت البداية بإعلان إدارة النادي الأهلي في الثلاثين من شهر مايو الماضي التعاقد مع البرتغالي جوزيه جوميز عقب ثلاث ساعات فقط من المؤتمر الصحفي للمدرب جروس الذي أعلن من خلاله رفض تجديد عقده مع الأهلي معللاً ذلك برغبته في الحصول على قسط من الراحة بعد موسمين قضاهما مع النادي الأهلي. وفي الثامن من أغسطس انطلقت رحلة جوميز القصيرة مع الأهلي من خلال بداية التحضيرات للموسم الجديد التي شهدت معسكراً في جنوب إسبانيا وتحضيرات متواصلة قبل انطلاقة الموسم استمرت لمدة شهر قبل الانطلاقة بلقاء كأس السوبر أمام الهلال الذي كسبه بركلات الجزاء الترجيحية إلا أن الأداء وقتها لم يكن مرضياً لطموحات الأهلاويين على الرغم تحقيق لقب البطولة، وبدأت وقتها الأصوات تتعالى حول جدوى وفعالية إعداد الفريق ما قبل الموسم نظراً لوضوح ضعف الجانب اللياقي في مباراة السوبر. فيما قضى جوميز الشهرين المتبقيين وسط شكوك دائمة من محبي النادي وكافة النقاد في قدرته على قيادة فريق متكامل وبطل مثل النادي نظراً لضعف المردود الفني وغياب أي حضور داخل الملعب لنجوم الأهلي في المباريات الخمس التي تلت مباراة السوبر أمام الهلال. عدم الثبات.. ومشاركة كافة اللاعبين أطاحت بالبرتغالي! على الرغم من استلام البرتغالي جوزيه جوميز لفريق يعج بالنجوم، بل قد يصنفه بعض النقاد على أنه الفريق الأكثر جاهزية من الناحية العناصرية إلا أنه فاجأ الجميع بمردود فني غريب وغياب تام لشخصية الأهلي داخل أرضية الملعب في كافة المباريات التي خاضها هذا الموسم، وارتكب البرتغالي عدة خطوات كانت غريبة جاء أولها عدم الدخول بتشكيلة واحدة طوال المباريات التي أشرف خلالها على الأهلي، كما أن المعلومة الأغرب تمثّلت في مشاركة ثلاثة وعشرين في المباريات الست التي خاضها الأهلي هذا الموسم، وهو ما يعني أن كافة اللاعبين المسجلين في قائمة النادي الأهلي شاركوا في الجولات الأربع الماضية من الدوري ومواجهة كأس السوبر ولقاء الفيصلي في كأس ولي العهد ولم يغب عن المشاركة سوى حارسي المرمى الاحتياطيين باسم العطا الله وأحمد الرحيلي إضافة إلى الثلاثي المصاب وليد باخشوين وماهر عثمان ورائد الغامدي. لغة الأرقام صدمت الأهلاويين وكان جوميز قد قاد النادي الأهلي هذا الموسم في ست مباريات بدأها بالفوز على الهلال بركلات الترجيح في كأس السوبر، ومن ثم خاض أربع مباريات في الدوري أمام الاتفاق والفتح والشباب والاتحاد أعقبها بلقاء الفيصلي في دور الستة عشر من كأس سمو ولي العهد، وإذا تم استثناء مواجهة السوبر أمام الهلال التي انتهت بركلات الترجيح نجد أن جوميز كسب ثلاث مباريات من الخمس المتبقية وتعادل في واحدة وكسب الأخرى، فيما سجل مهاجموه أحدى عشر هدفاً (لم يكن من بينها سوى هدف وحيد عبر هجمة منظمة فيما كانت الأهداف العشرة المتبقية إما من كرات ثابتة أو سجلها مدافعو المنافس بالخطأ في مرماهم) وتلقت شباكه سبعة أهداف. البرتغالي لم يستثمر ثقة الأهلاويين وواصل التخبط! وعقب التعادل المخيب في ديربي جدة أمام الاتحاد في الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الماضي تعالت الأصوات بضرورة توقف رحلة جوميز مع الأهلي، إلا أن مسيري النادي كانوا صبورين مع المدرب لآخر حد عندما جددوا الثقة به وأعلنوا رسمياً عن وقوفهم خلفه إلا أن جوميز خذلهم مجدداً عقب ذلك بأربعة أيام فقط عندما فاجأ الأهلاويين بدخول لقاء الفيصلي بتشكيلة غريبة أبعد خلالها خط الدفاع كاملاً إضافة إلى إجراء تغييرات عدة في خط الوسط وهو استمرار لما كان يفعله في المباريات التي سبقت مباراة الفيصلي، لتتخذ إدارة الأهلي قرارها فوراً وتبدأ رحلة البحث عن مدرب بديل والتي استقروا خلالها على استعادة خدمات السويسري كريستيان جروس.