مساكن آيلة للسقوط وأزقة ضيقة، ووجوه من جنسيات عدة تستقبلك بنظرات مريبة عند دخولك إلى حي الإجابة في المدينة المنورة والذي لايفصله عن الحرم النبوي الشريف والمنطقة المركزية سوى بضعة أمتار، وسط ترقب من المخالفين لأنظمة الإقامة استعدادا للهرب بعيدا عن الحي. أغلب العمالة من المخالفين من عدة جنسيات عربية أفريقية وآسيوية إلى جانب عدد من المواطنين الذين يتعايشون مع هذا الوضع الذي فرض عليهم منذ سنوات عديدة، فيما تحولت منازل الحي المهجورة إلى مأوى للمجهولين ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل. «عكاظ» تجولت داخل حي الإجابة ورصدت عدة مخالفات والتقت عددا من السكان الذين أبدوا استياءهم من انتشار العمالة المخالفة الذين بقوا فيه بعد انتهاء مهلة التصحيح وتسكعهم داخل الحي حتى الساعات الأولى من الصباح. في بداية الجولة من جهة مستشفى الأنصار تتكوم النفايات والتي هي السمة البارزة لمدخل الحي وعنوانه ما جعل السكان والمارة يضعون أيديهم على أنوفهم من روائح النفايات المتكدسة والتي علاها الذباب مما ينذر بانتقال الأمراض بين سكان الحي. العم مختار أبو بكر الذي التقيناه وهو يقوم بتنظيف سيارته من الغبار الذي يتطاير وسط شوارع الحي أشار إلى أن طرقات الحي وشوارعه رديئة وقد تآكلت مع مضي السنين عليها ولم يتم إعادة رصفها، فضلا عن الأزقة الضيقة التي يكتنفها مبان مهجورة معرضة للانهيار يسكنها بعض العمالة المخالفة ومما شجع تلك العمالة على السكنى هناك هو أن الإضاءة معدومة في الحي -كما يقول العم مختار- ما يمثل هاجسا لسكان الحي، فيما تقوم وسط الحي بعض الورش المخالفة في مجال صيانة السيارات في غياب الرقابة. ويقول أحمد كراشم من الجنسية اليمنية عامل في محل لبيع الملابس بشارع الستين منذ عشرة أعوام إن الحي يزداد سوءا بسبب المباني المتهالكة التي أصبحت مأوى للعمالة المخالفة ولهم حتى إننا بدأنا نفتقد الأمان لكثرتهم مسببين القلق والهلع لدى السكان، خاصة أن هناك أزقة يمر من خلالها المخالفون بالقرب من بيوت الأسر، ما دفع الكثيرين لترك الحي والانتقال إلى أحياء أخرى تنعم بالخدمات. ويقول حمزة حمود الرحيلي -معلم- إن حي الإجابة أحد أعرق الأحياء بالمدينة المنورة ويعتبر أقرب الأحياء مسافة من المسجد النبوي الشريف ورغم ذلك لم يشفع له ذلك في الالتفات إليه فتحول بين عشية وضحاها إلى مكان تنقصه الخدمات بعدما هجره سكانه الأصليون وانتشرت فيه العمالة المخالفة بشكل مخيف وقد اتخذت من أزقته وشوارعه الضيقة طرقا لها للتحرك بعيدا عن أعين الرقابة، في ظل تواضع خدماته وغياب النظافة وتكدس النفايات، وقد كشفت الحملات الأمنية الأخيرة بعد انتهاء المهلة التصحيحية أن هذه الفئة بوجودها الكبير تشكل خطورة على السكان، فضلا عن تدني مستوى النظافة وتراكم النفايات وانتشار البيوت المهجورة الآيلة للسقوط وما تشكله من خطورة على الأطفال والمارة خاصة أثناء هطول الأمطار وتحولها إلى ملاذ آمن وأوكار لمخالفي نظام الإقامة والعمل وأرباب الجرائم ومروجي ومدمني المخدرات. من جانبه يشير علي بركة هوساوي إلى أن هؤلاء العمال يمارسون البيع عبر عربات مختلفة الأشكال والأحجام في مداخل الحي والاختفاء عن الأنظار حين رؤيتهم لأي غريب بحسبانه من رجال الأمن أو البلدية. إلى ذلك يؤكد العقيد فهد بن عامر الغنام الناطق الإعلامي لشرطة منطقة المدينة المنورة أن الحي ينعم مثله مثل باقي الأحياء بالمدينة المنورة بمتابعة أمنية دقيقة من قبل الدوريات الأمنية والسرية، إضافة إلى وجود دوريات في عدد من شوارعه الداخلية للمحافظة على انسيابية الحركة المرورية.