اختيار سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة بداية للتاريخ الهجري وسُمي العام الهجري من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا شرف للمدينة المنورة ولأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقد شرفهم الله عز في علاه من قبل حيث قال عنهم في كتابه العزيز المجيد الذي لا يأتيه الباطل ولا يحرف ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ - وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) . وقد قال عنهم الحبيب صلى الله عليه وسلم ( آيةُ الإيمانِ حبُّ الأنصارِ ، وآيةُ النِّفاقِ بغضُ الأنصار) وقد ورد في صحيح البخاري أن الأنصار قالت يوم فتح مكة -وأعطى قريشا-: والله إن هذا لهو العجب، إن سيوفنا تقطر من دماء قريش، وغنائمنا ترد عليهم. فبلغ ذلك النبي فدعا الأنصار : فقال: «ما الذي بلغني عنكم»؟ وكانوا لا يكذبون. فقالوا: هو الذي بلغك. قال: «أولا ترضون أن يرجع الناس بالغنائم إلى بيوتهم، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم، لو سلكت الأنصار وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم) يا له من فضل عظيم من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وسلم على الأنصار يعودون وهو صلى الله عليه وسلم وسطهم ولقد أكرم الله الانصار بان جعل جسده الشريف يدفن في تربة المدينة المنورة ويبقى الى يوم يبعثون قبره دلالة على بعثته بين الأنصار واهل المدينة المنورة ولا يأتي مزايد ويقول أين هم الأنصار اليوم وسلالتهم، فأرد عليه بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح وما أكثر الأحاديث في شأن أهل المدينة المنورة الذين لم يحدد لهم الحبيب زماناً معيناً فكل من سكن المدينة وأحسن الجوار للحبيب صلى الله عليه وسلم وتأدب مع الله عز في علاه وحبيبه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فهو من أهل المدينة وسكانها والمدينة تنفي الخبث (والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها أحد رغبة عنها إلا ابدل الله فيها من هو خير منه , ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كنت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة وفي رواية ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء ) ومن فضل المدينة المنورة أن الحبيب صلى الله عليه وسلم دعا لها بضعف بركة مكة المكرمة وأيضا دعا الله قائلاً ( اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ كَمَا حَبَّبْتَ مَكَّةَ ، أَوْ أَشَدَّ وَصَحِّحْهَا ، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا ، وَمُدِّهَا ، وَحَوِّلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ ) الصحيحين «وما أكثر ما ورد في فضلها وفي أهلها . وقد ألِّفتْ كتبٌ في ذلك الفضل والأهل . لا حرمنا الله من جوار الحبيب صلى الله عليه وسلم.. وكل عام وأهل المدينة المنورة وعشاق جريدة المدينة وأبناء الوطن أجمعين بخير وبركة. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه. oalhazmi@Gmail.com