×
محافظة المنطقة الشرقية

كيف وصفت الصحف الأمريكية المراهق (أبو سن)؟

صورة الخبر

عصام أبو القاسم (الشارقة) تواصلت مساء أمس الأول عروض الدورة الخامسة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة الذي تنظمه إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، حيث تابع الجمهور في بداية الأمسية مسرحية «لا عزاء للآخرين»، إخراج المصري رامي مجدي الذي أعدها عن إحدى مسرحيات جان بول سارتر. وقد أشادت الندوة النقدية التالية للعرض، بخيال رامي مجدي الإخراجي، خصوصاً حلوله البصرية، وتوظيفه 8 ممثلين لتجسيد أداور عرضه، حيث سعى لإضفاء ملمح عربي ومعاصر، فعمد إلى تغيير أسماء الشخصيات إلى أسماء عربية، كما غيّر واختزل في بعض معلومات النص الأصلي، إلى درجة بدا معها العرض كأن لا علاقة له بفيلسوف الوجودية الذي كتب هذا النص في الأربعينيات، فلم يكن واضحاً، مثلاً، السبب وراء تغيير المخرج لمصطلحي «البيض» و«الزنج»، بما لهما من كثافة دلالية خاصة في سياق النص، إلى «متوافقين» و«غير متوافقين»؟ استلهم سارتر مسرحيته من حادثة حقيقية شهدتها الولايات المتحدة على أيام التمييز العنصري ضد الزنوج، في الثلاثينيات، عندما لفق بعض البيض، من الجنسين، تهمتي الضرب والاغتصاب لتسعة مراهقين زنوج في رحلة قطار في ولاية آلاباما. ولاحقاً سيحكم على الزنوج بالإعدام، وتعاد محاكمتهم ثلاث مرات تالية، وفي كل مرة يتأكد الحكم، دون أن يتاح للزنوج الاستعانة بمحامين. وتتبع سارتر مسار الزنجي الذي هرب، دون أن تتمكن الشرطة من القبض عليه، وبنى عليها مسرحيته. بيد أن المخرج أراد لعرضه ألا يكون صدى لتلك الخلفية الواقعية، فمضى في تعديل بعض سماته من دون أن يتبع ذلك بتغييرات مماثلة على صعيد البناء الدرامي للعمل أو حبكته. شارك في العرض سماح الغربي، وهشام البياع، وعز الدين عمر، وحازم محمد، ومينا مرعي، وحسين كمال، ومحمد أحمد، وأحمد رجب، ومحمد ممدوح. مراكب الموت العرض الثاني «العطش»، تأليف يوجين اونيل، وإخراج عادل سبيت، يصور رحلة بحرية يموت خلالها معظم ركاب مركب هزته الأمواج وأثقله الملح. وتتركز دراما العمل في سعي من بقوا على قيد الحياة للحصول على مياه عذبة، بعد أن نفد ما ادخروه من أكل وماء، وفي النص الأصل ثلاث شخصيات: الرجل «قام بالدور إبراهيم العضب»، والراقصة «قامت بالدور عذاري السويدي»، وبينهما «البحار»، الذي يبدو أقلّ خوفاً وأكثر خبرة في ركوب البحر، لكن المخرج أظهره في صورة شبحية عابرة، قبل أن يغيبه ليفسح المجال أمام الرجل والمغنية، للتداعي واستذكار أيامهما الآمنة في البر، وكان حديثهما أحياناً يتحول إلى نحيب، فالرجل يشقى وهو يستعيد صورة ابنته «قامت بالدور مريم سالم»، التي تركها وحيدة، والمرأة تبكي خسرانها زوجها «قام بالدور عادل سبيت». وفي الشكل العام يحوّل المخرج الرحلة البحرية التي كتبها أونيل، ليبرز هشاشة الإنسان، حين يجبره البحر على الاختيار بين إنقاذ نفسه، أو إنقاذ الآخرين، إلى صورة معاصرة تجسد رحلات مراكب الموت التي يضطر المهاجرون في وقتنا الراهن إلى ركوبها، فراراً من الحروب والظلامات، وسعياً وراء أحلامهم في الحرية، والعدالة الاجتماعية والاستقرار.