- نائب رئيس أكبر شركة لإنتاج الأنسولين: شراكتنا مع الحكومة المصرية توفر للمريض المصرى دواء بجودة عالمية لا شىء مستحيل بالنسبة للأفراد المصابين بداء السكرى ماداموا يلتزمون ببرامجهم العلاجية بهذه الرسالة المفعمة بالأمل خاطبت البروفيسور جوليين زيراث، رئيس الجمعية الأوروبية للسكر (EASD) فى افتتاح الدورة الثانية والخمسين للمؤتمر السنوى الذى تقيمه الجمعية كل عام، واستضافته مدينة ميونخ الإسبانية منذ عدة أيام. وشددت فى خطابها الذى ألقته أمام نحو 15 ألف طبيب أتوا لحضور هذا المؤتمر العالمى الضخم منذ أكثر من 130 دولة حول العالم، على أن هذه الرسالة يجب أن تذكروا بها مرضاكم على الدوام لا شىء مستحيل. وأكدت البروفيسور زيراث فى كلمتها الافتتاحية أن تشخيص مرض السكرى لا ينبغى أن يمنع الناس من فعل ما يريدون، وأشارت بيدها إلى شاشة عرض فضية عملاقة بجوارها على المنصة الرئيسية للمؤتمر فى قاعة مينكوفسكى بمدينة المؤتمرات (الكونجرس) بميونخ عاصمة إقليم بافاريا الألمانى، حيث كان يرافق كلماتها الأخيرة صورة تعرض لمجموعة من متسلقى الجبال المحترفين، الذين نجحوا فى تسلق جبل يصل ارتفاعه 5671 مترا فوق سطح البحر، وكانت المفاجأة أنهم جميعا مصابون بداء السكرى من النوع الأول. جدير بالذكر أن لزيراث، دراسة مهمة أثبت أن ممارسة الرياضة تزيد من قدرة العضلات والهيكل العظمى لمرضى السكر من النوع الثانى على الاستجابة للأنسولين، وتعزز قدرة العضلات على تحويل الجلوكوز إلى طاقة. إن من واجبنا أن نخبر مرضانا ونشرح لهم شرحا وافيا مستفيضا فوائد النشاط البدنى لمرضى السكرى بنوعيه الأول والثانى أضافت زيراث، مؤكدة أن الأطباء يجب أن يحرصوا أيضا على ممارسة التمارين الرياضية بقولها كنت أفكر كطبيب فى أنه يتحتم على أن أكون نموذجا يحتذى لمرضاى.. لا يعقل أن أطالبهم بممارسة الرياضة فى الوقت الذى لا أقوم أنا بذلك. على هامش هذا المؤتمر التقت الشروق مايك دوستار، نائب أول رئيس مجلس إدارة شركة نوفو نورديسك، أكبر منتج للأنسولين فى العالم، التى وقعت بروتوكول تعاون مع الحكومة المصرية لإنشاء أول مصنع لإنشاء الأنسولين المحلى، وحول هذا المشروع قال دوستار: لقد تم الاتفاق مع الحكومة المصرية على تصنيع الانسولين فى مصر لسد حاجة السوق. والخبر الجيد أنه عند انتهاء نوفونورديسك من هذا المشروع سوف تصبح منتجاته بنفس جودة أدويتنا فى أى بلد فى العالم مثل الدنمارك، فرنسا، والولايات المتحدة، ما يعنى أن المريض المصرى سيتحصل على دواء بنفس جودة الدواء الذى يتحصل عليه نظراؤه فى العديد من البلدان الغنية، وأنا سعيد لذلك. لقد تم الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع، وهى التغليف وسوف يتم الاعلان عن تفاصيلها فى الفترة المقبلة. وفى رده على بعض الانتقادات التى تقول إن المشروع يسير ببطء قال دوستار ما أستطيع أن أقوله فى هذا الصدد إن مشروعنا مع الحكومة المصرية يسير طبقا للجدول الزمنى المتفق عليه. ولكن بشكل عام الجودة هى أساس التصنيع وليس سرعة التنفيذ. فمن الممكن أن ننفذ المشروع فى فترة قصيرة ولكن ليس بجودة عالية. أساس هذه المشاريع هى الجودة وطبقا للجدول الزمنى لنا نحن مستمرون بالخطوات المناسبة من أجل الانتهاء من المشروع. أكبر مشكلة لمرض السكر فى السوق المصرى من وجهة نظر دوستار هو عدم وجود توعية كافية بطبيعة مرض السكرى. ذلك أنه من الامراض القليلة التى تستمر مع المريض مدى الحياة، ومن الممكن أن يكون المريض حاملا للمرض لأكثر من عشر سنوات دون علمه بذلك مما يترتب عليه مضاعفات خطيرة. ونحن كشركة رائدة فى مجال أدوية السكر دورنا الرئيسى هو نشر الوعى الكافى بالمرض فنحن لسنا فقط نهتم بالأدوية الجديدة ولكن نهتم ايضا بتوعية المرضى بخطورة المرض ومضاعفاته. ولذلك هناك شراكات عديدة بين القطاعين العام والخاص. القطاع العام عن طريق شراكتنا مع وزارة الصحة والمعهد القومى للسكر وذلك من خلال قيامنا بعيادات التميز المتخصصة فى مرض السكر ومضاعفاته التى تم افتتاح اول فرع لها العام الماضى بمستشفى ام المصريين بالجيزة، وسوف يتم افتتاح عيادة جديدة هذا العام فى الفتره المقبلة. وتسعى هذه المراكز لتحسين مستوى الرعاية الصحية المقدمة لمرضى السكر. يرى دوستار أن السمنة هى السبب الرئيسى لمرض السكر من النوع الثانى، وفى هذا السياق ينصح المصريين بقوله لقد لاحظت أثناء زياراتى المتعددة لمصر أن الشعب المصرى به عدد كبير مريض بالسمنة، ليس فى البالغين فقط ولكن أيضا الأطفال؛ لذلك أنصح الجميع باتباع نظام الحياة الصحية السليمة، فهى مهمة للغاية للوقاية من مرض السكر. كما ان الشعب المصرى يستخدم الانسولين بشكل كبير فهناك الآن العديد من الانسولينات الحديثة يجب نشر الوعى ان على المريض ان يستشير الطبيب بافضل انواع الانسولين التى تتناسب مع حالته الصحية والمادية أيضا. من الدراسات المهمة التى طرحت على المؤتمر دراسة IO HAT study التى أظهرت نتائجها ان هناك زيادة كبيرة فى معدلات انتشار هبوط مستوى السكر اكثر من المتوقع، كما أن مرضى السكر لا يقومون فى الغالب بإبلاغ الطبيب عن إصابتهم بتلك النوبات، كما يوجد نقص فى الوعى بأعراض هبوط مستوى السكر بالدم. ولذلك يجب الاهتمام بنشر الوعى بين المرضى. حيث إن هبوط مستوى السكر فى الدم لا يؤثر فقط على المريض وإنما يلقى بأعباء إضافية على نظام التأمين الصحى بالدولة، مما يزيد من التكاليف والنفقات. بالإضافة لذلك أشارت الدراسة إلى أن معظم مرضى السكر الذين يعانون من نوبات هبوط مستوى السكر فى الدم لا يتذكرون الإبلاغ عن تلك الحالات وفى كثير من الأحيان لا يلاحظون حدوثها، مما قد يتطور إلى غيبوبة سكرية خطيرة. وأوضحت ان انسولين ديجلوديك (الاسم العلمى) من الانسولينات الحديثة، فهو رغم فعاليته العالية فى التحكم فى مستوى السكر بالدم إلا أنه الأكثر أمانا فيما يتعلق بنوبات هبوط السكر مقارنة بأنواع الأنسولينات طويلة المفعول المتوفرة حاليا، خاصة فى النوبات الليلية أثناء النوم عند مرضى السكر من النوعين الاول والثانى، حيث يمتد مفعوله لأكثر من 42 ساعة، فلا يضطر المريض لحقن الديجلوديك أكثر من مرة واحدة يوميا على عكس الانسولينات طويلة المفعول الأخرى التى قد يحتاج بعض المرضى ان يحقنونها اكثر من مرة. ونظرا لهذا المفعول الممتد فحتى لو اضطر المريض فى بعض الاحيان نتيجة لظروف الحياة اليومية لتأخير أو تقديم موعد الجرعة، فلن يؤثر ذلك على مستوى ضبط السكر الصائم والفترة ما قبل الوجبات. وطرح بالمؤتمر نتائج دراسة عالمية حول تأثير السكرى على مرضى القلب. والتى أهمها أن هناك أكثر من 60% من مرضى السكر من النوع الثانى يموتون بسبب مشاكل فى القلب والأوعية الدموية، وهناك 1 من كل 11 شخصا يموتون بسبب السكر ومضاعفاته، كما أن هناك 2 من كل 4 من مرضى السكر من النوع الثانى يعانون من مشكلات فى القلب، مشيرة إلى وجود بعض العلاجات التى تحد من خطورة السكر على القلب.