كان الكثيرون يتوقعون أن لقب دوري عبد اللطيف جميل، على وشك أن يحسم خلال 90 دقيقة، هي عمر نزال الهلال والنصر في الجولة 23، ولاسيما أن الأخير سيدخل إليها بفرصتين ويحتاج فقط إلى نقطة، حتى يتوّج نفسه بطلاً للمرة الثامنة في تاريخه. لاعبو الهلال ومدربهم سامي الجابر، كانوا وحدهم يعلمون أن الأمور لم تنته بعد، وأن الوقت "لسه بدري" حتى ينتهي التنافس المحموم والإثارة المرغوبة، كانوا رجالاً قاتلوا منذ البداية بروح عالية، وحتى النقص زادهم مسؤولية وفدائية، فكانت البداية هدفاً والنهاية أربعة أهداف مقابل ثلاثة، كل هدف ممهور بعرق لاعبين لم يهنوا ولم ييأسوا، الهلال استعاد كبرياءه، وحقّق انتصاراً مهماً ومعنوياً على منافسه، ليقلّص الفارق بين الفريقين إلى ست نقاط مع بقاء ثلاث جولات على نهاية الدوري، ليكتب عنواناً عريضاً يا "نصر لسه بدري". قدّم الهلال سيمفونية رائعة جعلته يتسيّد معظم مجريات المباراة رغم الطرد المبكر الذي تعرّض له، خصوصاً أنه خسر من النصر في هذا الموسم مرتين ومن الصعوبة أن يخسر مباراةً ثالثة، وهو الأمر الذي جعله يدخل المباراة من أجل النقاط الثلاث ورد الاعتبار قبل كل شيء، وبالذات أنه يسعى لاستعادة الثقة المفقودة بينه وجمهوره الذي ملأ المدرجات ولم يخب أمله. بالتأكيد هذا الفوز سيخفف الضغوط على اللاعبين وجهازهم الفني، قبيل بدء دوري أبطال آسيا التي سيخوض فيها الفريق أولى مبارياته الأربعاء المقبل، أمام الأهلي الإماراتي الذي يعد الفريق والخصم الأقوى في هذه المجموعة. ويطمع الهلال في تحقيق انتصار في بداية مشواره في النسخة الجديدة من البطولة الآسيوية، إلا أن الهدف الأول من مباراة النصر هو إعادة هيبة الفريق الأزرق التي توارت في الفترة الأخيرة. من جهته، أكد سامي الجابر أن لاعبي الهلال كانوا رجالاً وفي الموعد تماماً، وقال: "أبارك لجمهور الهلال هذه الروح والمستوى الذي قدّمه الفريق، لم أبارك بتحقيق الهلال النقاط الثلاث من المباراة، لأن أبطاله لم يبحثوا عن الفوز بقدر بحثهم عن هيبة الزعيم، وأثبت نجوم الموج الأزرق، أنهم بحجم التحدّي، قد تخسر مباراة وتعوّضها بفوز آخر، أو تخسر بطولة وتعود بطلاً في بطولة أخرى، لكن إذا خسرت هيبتك وشخصيتك المنتمية لكيان لا يقبل الخسارة ، فلن يعيدك انتصار وقتي بمباراة أو بطولة". وزاد "شكراً من القلب لكل نجم لعب بغيرة على فريقه وقاتل بشرف، شكراً لكل نجم لعب دور القائد والمدرب داخل الملعب". وأضاف: "شكراً للفريقين على هذه المباراة التي أعادت لنا المباريات التنافسية بين قطبي العاصمة، خسرنا المباراتين الماضية أمام النصر في الدوري وكأس ولي العهد بسوء الحظ الذي لازم الفريق، إضافة إلى الأخطاء التحكيمية الفادحة التي تعرّض لها الهلال في تلك المباريات، خسرنا كأس ولي العهد بضربة جزاء خيالية ولا يمكن لأي حكم أن يحتسبها، واليوم هدفان غير صحيحين وطرد غير صحيح وهي استمرار لأخطاء الحكام التي تصب في مصلحة النصر" . وعن تأثير فتح التدريبات للجماهير خلال الأيام التي سبقت المباراة وهو الإجراء الذي يحصل لأول مرة، قال: "ميزة جمهور الهلال أنه يقف مع الفريق في السراء قبل الضراء، والضراء قبل السراء في الأوقات العصيبة يكون حاضراً وبقوة، ومَن لديه مثل هذا الجمهور لا يمكن أن يمنعه من الحضور، لأنهم السر في عودة الهلال إلى مستواه الطبيعي بعد أن خرج من كأس ولي العهد، وقتها حضر أكثر من ألفي مشجع للنادي لدعم الفريق ومؤازرته للقادم من المباريات، ويعلم اللاعبون يقيناً أن أنصارهم سيدعمونهم ويقفون معهم؛ ما يحمّلهم مسؤولية أكبر من أجل إرضاء تلك الجماهير العاشقة". وختم الحديث بقوله: "نحن مقبلون على مشاركة آسيوية ستبدأ الأربعاء المقبل أمام الأهلي الإماراتي ، سنعد العدة بإذن الله لهذه المباراة، وسيظهر الفريق بشكل أفضل من الأداء الذي قدّمه في مباراة النصر، سننسى المباراة ونبدأ بالتفكير فعلياً في دوري أبطال آسيا، ومثلما ذكرت سابقاً بأن ميزة الهلال أنه ينافس في كل الجبهات وليس في الجانب المحلي كالأندية الأخرى".