يعانى بعض الأشخاص من مرض النحافة وقلة الوزن عن المعدلات الطبيعية، وهؤلاء الأشخاص سرعان ما يكونون صيداً سهلاً للكثير من الأمراض، وتسبب النحافة مصدر إزعاج وقلق للمصابين بها، ولذلك يبحثون عن الطرق المختلفة لزيادة الوزن، فيلجأون لأدوية فواتح الشهية وتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية، والنحافة الشديدة التي تصيب كافة الأعمار نساء ورجالاً، تعتبر مشكلة صحية مزمنة مؤرقة. الكثير من البنات النحيفات يردن أن يصبحن أكثر أنوثة وجاذبية، وقد تصبح النحافة مصدر قلق عندما يكون الأمر متعلقاً بسوء عملية التغذية، لأن ذلك سيؤثر في تغذية الخلايا العصبية للمخ، وأيضاً النحافة المفاجئة تكون أعراضاً لبعض الأمراض، مثل الإصابة بمرض السكري، أو الإصابة بأحد الأمراض السرطانية، فإن السرطان كما يقولون يأكل من الجسم بصورة ملحوظة، ومن الأعراض والمؤشرات التي يمكن أن تعد إحدى العلامات المهمة على الإصابة بالسرطان، انخفاض الوزن بصورة سريعة، والوصول إلى درجة من النحافة المقلقة، تعرض صاحبها للإصابة بكثير من الأمراض والتي تسبب تدهوراً في الصحة العامة للنحيف، وتصيبه بحالة من الضعف وعدم القدرة على التعايش الطبيعي ويفقد جزءاً كبيراً من التركيز، والكثير من المصابين بالنحافة يجدون صعوبات كبيرة في محاولات زيادة الوزن، لعدم معرفة الأسباب أوقلة الثقافة الطبية في هذا الشأن. وتشير الكثير من الدراسات إلى أن النحافة هي أن يصبح وزن الجسم أقل من الوزن الطبيعي المناسب للعمر والطول، وهناك بعض الأشخاص يكون وزنهم أقل من الطبيعي، ولكنهم يتمتعون بصحة جيدة، ويمارسون أنشطة حياتهم وأعمالهم بصورة طبيعية وبحيوية ونشاط، فهؤلاء لا تأثير للنحافة عليهم ولا خوف منها، لكن نحن بصدد ظاهرة النحافة التي تؤثر في مسيرة الإنسان الصحية والطبيعية، وتعوق من أدائه وتؤدي إلى إصابته بالعديد من الأمراض الأخرى، وذكرت بعض التقارير الصحية الحديثة أنه يوجد ما يقرب من 2% من الرجال مصابون بالنحافة، وحوالي ما يقرب من 3% من السيدات مصابات بالنحافة، وقد تسبب النحافة المضرة العديد من الأمراض والمشاكل الصحية للجسم كله، ومنها تأخر النمو ونقص الطول لدى المراهقين والأطفال، نتيجة عدم الحصول على القدر الكافي من الغذاء الضروري لعملية النمو السليم، كما تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة ونقص مناعة الجسم بصفة عامة، ويصبح الجسم مهيأ لاختراق الفيروسات والميكروبات والإصابة بالأمراض المختلفة، وأيضاً تسبب النحافة الإصابة بهشاشة العظام نتيجة قلة الكالسيوم بصورة كبيرة في الجسم. وبالنسبة للسيدات الحوامل هناك خطورة على الجنين وصحته، كما تكون هناك مشكلة في الرضاعة الطبيعية نتيجة قلة اللبن، وأيضا تحدث اضطرابات في الدورة الشهرية للسيدات، وتقل فرص واحتمالات الحمل للزوجة النحيفة، إضافة إلى ظهور الوجه باللون الأصفر الشاحب والإصابة بجفاف البشرة، وغالباً ما يحدث تساقط للشعر، والشعور بحالة عامة من التعب والهزال والضعف تنتاب الجسم، وربما يصل الأمر إلى حدوث تآكل في الأسنان والإصابة ببعض الآلام وذلك لنقص الكاليسيوم في الجسم، وأخيراً يصاب الشخص بمرض الأنيميا الحادة والمزمنة نتيجة النقص الكبير في الحديد وحمض الفوليك، أيضاً ونقص فيتامين ب، كما تظهر الكثير من الهالات السوداء حول العينين، وتحدث مشاكل هرمونية، ويصاب النحيف بالدوخة مع حالة من الصداع، وكذلك تظهر بعض الأمراض العضوية، مع حالة سوء التغذية الكبيرة، ويصاب النحيف بحالة نفسية سيئة ما يعوق عملية العلاج، فالراحة النفسية والجسدية جزء كبير وأساسي من العلاج، فلابد من الاستجمام والراحة والتخلص من العصبية الزائدة والتوتر لزيادة وزن الجسم. ووضعت بعض الدراسات والأبحاث طرق مختلفة لحساب كيفية الإصابة بالنحافة، وقياس نسب هذه الإصابة، ومن هذه الطرق السهلة والبسيطة التي يمكن لأي شخص حسابها بسلاسة هي، طرح الرقم 100 من طول الشخص فتكون النتيجة الوزن السليم والمناسب والصحيح للشخص، فمثلاً إذا كان طول الشخص 175سم وبالتالي فإن وزنه الطبيعي والصحيح سيكون بطرح رقم 100 من طوله، سيكون الوزن في هذه الحالة هو 75 كيلوغراماً، وأي نقص عن هذا الوزن سيكون نوعاً من النحافة، وهكذا، وهناك طريقة أخرى وهي حساب مؤشر الكتلة أيضاً، والذي يمكن حساب النحافة عن طريق قسمة وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، مثلاً إذا كان وزن الشخص 80 كيلوغراماً والطول 165 سنتيمتراً، فإن مؤشر الكتلة في هذه الحالة سيكون 80 على 1.65 في 1.65، والنتيجة هي 29.4، وفي هذه الحالة يعتبر الوزن زائداً، لأن المعدل الطبيعي لمؤشر كتلة الجسم يتراوح تقريباً ما بين الحد 15 وحتى 25 فإن قل عن 18 فإن ذلك أقل من الوزن الطبيعي ويعتبر دخل في مرحلة النحافة، وإن زاد على 25 فإن ذلك يعتبر زيادة في الوزن، ولكن الكثير يفضل الطريقة الأولى لسهولتها على الجميع. وتوضح بعض الدراسات أن هناك بعض حالات النحافة التي تجعل الجسم يقوم بحرق كثير من السعرات الحرارية بصورة زائدة عن المعدل الطبيعي، ليصل مؤشر كتلة الجسم عند هذا الشخص إلى أقل من 19 تقريباً، وكذلك عندما يصل وزن المصاب إلى أقل من الوزن المثالي بنسبة تصل إلى 14 في المائة من الوزن الطبيعي، ومعظم الأشخاص المصابون بالنحافة يبحثون عن حل لزيادة الوزن، ولكي نصل إلى طرق لزيادة الوزن، يجب أن نعرف الأسباب التي تؤدي إلى النحافة، ومنها بعض العادات الغذائية الخاطئة التي يتبعها الشخص منذ نعومة أظافره، حيث تقع الأم في أخطاء غذائية بالنسبة لطفلها تؤدي به إلى النحافة في المستقبل، والبعض يلجأ إلى تخفيض الوزن باتباع نظام غذائي قاسي ويستمر به إلى أن يصل إلى درجة النحافة، ورأينا الكثير من هؤلاء حولنا عندما كانوا مصابين بالسمنة ثم تحولوا إلى النحافة، ويفقدون القدرة بعد ذلك على العودة إلى الوزن الطبيعي، وربما يصاب بعض الأشخاص بزيادة كبيرة في إفرازات الغدة الدرقية ما يسرع من عملية الايض وحرق السعرات الحرارية بشكل مبالغ فيه، وقد يكون السبب عاملاً وراثياً، فقد تكون هذه العائلة من النوع النحيف أصلاً، كما أن مرض الانيما وفقر الدم سبباً مهماً، ويؤدي مرض السكري إلى فقدان كبير في الوزن قد يصل إلى حد النحافة. كما أن التدخين يسبب فقدان الشهية والعزوف عن الأكل بصورة ملحوظة، وأيضا تناول الخمور لها نفس التأثير، وهناك بعض الحالات تصاب بالديدان والطفيليات التي تتغذى على طعام المصاب تؤثر في فوائد هذا الغذاء، وتؤدي التمارين الرياضية المستمرة والنشاط الدائم مع سوء التغذية إلى الإصابة بالنحافة، وكذلك بعض الاضطرابات التي تمنع من امتصاص الغذاء بصورة جيدة نتيجة إصابة الجهاز الهضمي ببعض الأمراض، وأيضاً الإسهال الشديد مع التقيؤ المستمر كلها عوامل تقود إلى النحافة، وقد يكون السبب الإصابة بأورام خبيثة، والعلاج الكيماوي أيضاً يؤدي إلى فقدان كبير في الوزن، كما أن العوامل النفسية والأمراض العصبية وحالات الاكتئاب الشديدة تجعل المريض لا يقبل على الطعام لشهور مستمرة، ما يؤدي إلى نقص الوزن بصورة كبيرة، وكذلك في بعص أنواع الإصابة بالهوس تجعل المريض غير مقبل على الطعام، وخطورة النحافة كما تبين الدراسات أنها يمكن أن تضعف من الإنسان بصورة كبيرة تؤدي الشخص المصاب إلى حالة الوفاة، وهي لا تقل خطورة عن مرض السمنة، لأن النحافة باختصار هي عدم قدرة خلايا الجسم على التغذية الكاملة والسليمة، ومنها خلايا المخ، فتفقد هذه الخلايا العناصر الغذائية الضرورية التي تؤهلها للقيام بعملها على ما يرام، وبالتالي يصاب الإنسان بحالة من الضعف العام والتعب والإرهاق من أقل مجهود مع فقد القدرة على التركيز في حياته العامة ككل. ضعف الخصوبة تكشف الدراسات الحديثة عن أن النحافة تؤدي إلى الإصابة بضعف الخصوبة خاصة لدى النساء مع خلل في انتظام الدورة الشهرية، والسبب أن كمية الدهون التي توجد أسفل الجلد تساعد في إنتاج الهرمونات الجنسية، وفي حالة النحافة يقل مستواها وينخفض معدل هرمون الاستروجين الضروري للخصوبة، وأيضاً يسبب خلل في الطمث، وتنصح العديد من الدراسات والأبحاث للخروج من حالة النحافة باتباع بعض الطرق، ومنها تناول أكثر من الثلاث وجبات الرئيسية يومياً، ويجب أن تشمل عناصر غذائية متنوعة، وكذلك تحتوي على كمية كبيرة من البروتينات والكربوهيدرات، مثل تناول اللحوم والبيض واللبن والفول مع والخضراوات والفواكه، مثل كوكتيل الفواكه مع الحليب، كما أن تناول مشروب الحلبة على الأقل أربع مرات يومية، ويمكن طحنها وتناولها، وتناول التمر والتين بكثرة، فهما من الفواكه التي تزيد من الوزن بصورة كبيرة، والبصل له مفعول كبير في القضاء على النحافة، والسمسم من العناصر الغذائية الهامة في مرحلة علاج النحافة، وممارسة نوع من التمرينات الرياضية الخفيفة، وطبعاً لا ننسى الحصول على قسط من الراحة والنوم بعمق ويستحسن تفعيل نوم القيلولة، وكذلك تناول بعض الزبيب بشكل يومي فهو مفيد لعلاج النحافة، والأفضل مع هذه الخطوات الذهاب إلى الطبيب المختص لمتابعة الموضوع وكتابة بعض الأدوية المهمة كفواتح الشهية، والمكملات الغذائية، ومتابعة الوزن أولاً بأول لمعرفة النتيجة.