×
محافظة حائل

23 متطوعة لإسعاف الحالات الطارئة لزائرات الجنادرية

صورة الخبر

•• هل صحيح أن العقل يعمل حتى أثناء النوم.. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا تعمل بعض العقول أثناء صحوها.. لا في منامها؟. في عالمنا العربي.. •• قبل أيام رأيت عبر إحدى الفضائيات نساء عربيات في دولة صغيرة وثرية للغاية يصرخن مطالبات بحقوقهن المهدرة والتي لا تعترف الدولة بها.. وترفض حكومة بلادهن منح أبنائهن هوية الوطن الذي ولدوا فيه برغم أن أمهاتهم ينتمين إلى ذلك البلد أبا عن جد.. ولكن كل ذنبهن أنهن متزوجات من رجال «بدون» هوية أو يحملون هوية بلد عربي آخر.. وقد اتخذت الحكومة قرارها الصارم والجازم.. بإسقاط كل حقوقهم المشروعة كمواطنين.. وحتى لا تتجرأ امرأة في ذلك البلد من الزواج من أجنبي ولكي لا يختلط الدم الفاسد بالدم النقي!!! أمر عجيب. •• وبرغم ارتفاع العنوسة في ذلك البلد الصغير الذي لا يصل عدد سكانه إلى المليون.. وخيراته تكفي مائة مليون إنسان.. وقد اضطرت بعض الفتيات إلى الزواج من عرب مقيمين منذ زمن طويل وهذا هو كل الإثم الذي ارتكبنه.. ولا خيار لهن فإما العنوسة وإما الزواج من رجال - بدون - !!! أو من جنسيات عربية أخرى.. •• ونأتي إلى من يسمون «بدون» فهم بدون هوية وبدون أرض وبدون حقوق.. ولم تفطن تلك الحكومات التي تعيش في بلادها هذه الفئات المسلوبة حقوقها.. أنها ستواجه بعد سنوات قد تطول أو تقصر شعبا بدون هوية وحتما سيطالب هؤلاء بحقوقهم المشروعة في وطنهم الذي يعيشون على أرضه وتحت سمائه.. وإذا كان بعض النساء الخليجيات هذه الأيام يعقدن العديد من المؤتمرات للمطالبة بحق المرأة في العمل والمساواة بالرجل وهو مطلوب عسير وأمام تحقيقه العديد من متاريس الظلام فلماذا لا يطالبن بالأقل والأيسر والأحق وهو منح أولئك النسوة البائسات الهوية لأبنائهن من آباء «بدون» هوية والذين حرموا من أبسط حقوقهم في التعليم والعمل. •• هؤلاء المهمشون المتعبون الذين أغلقت في وجوههم أبواب العمل والعيش الكريم في وطن الأغنياء أليس لهم الحق في حمل جنسيات أمهاتهم.. وماذا يكون شعور الأم التي يحرم أبناؤها من حقوقهم في الانتماء إلى وطن أمهم.. وإذا علمنا أن نسبة هؤلاء الأطفال بدون هوية في تزايد مستمر وهم يتكاثرون ويشعرون بالغبن والحرمان ترى ماذا سيكون حالهم عندما يكبرون.. وهل سيكون انتماؤهم لوطن يسلبهم أبسط حقوقهم ولا أدري هل توقفت عقول الساسة.. والعلماء.. وأعضاء البرلمان في ذلك البلد الصغير.. ولم يفطنوا إلى تلك المخاطر القادمة.. •• إن الاضطهاد.. والحرمان.. والقسوة.. وغياب القوانين العادلة تؤدي إلى التمرد.. وعندما يحرم هؤلاء الأطفال من حقوقهم سيتحولون إلى ثعابين كبيرة لن يجدي أي مصل لاجتثاث سمومها.. •• العدل وحده هو الذي يجتث سموم الثعابين ويحولهم إلى مواطنين صالحين.. وأمة لا عدل بين أفرادها.. لا سلام ولا أمان لها.. •• ازرعوا في قلوب هؤلاء الصغار حب الانتماء إلى وطنهم الذي ولدوا فيه وغدا سيدافعون عن ترابه.. •• ولا تحولوا هؤلاء الأمهات المواطنات إلى حاقدات وحانقات وباحثات عن حق العيش لأبنائهن في وطن بخيراته وثرواته يتسع للجميع.. دعوا عقولكم تعمل قليلا وستعرفون الصواب ولا أزيد.