صراحة-متابعات: يطل جبل القارة بالأحساء على مساحات شاسعة من أشجار النخيل والبساتين بحيث يعطي الناظر من الأعلى منظرا خلابا لا مثيل له، كما أنه يطل على عدة قرى أبرزها القارة التي اتخذ الجبل اسمه منها. وإلى جانب قرية القارة يطل الجبل كذلك على قرية التويثير والتي تطلق على الجبل اسم جبل الشبعان، كون الجهات المحيطة به ريانة بالمياه العذبة، وقرية الدالوة، وقرية التهيمية، كما أنه يتميز بوجود مساحات شاسعة محيطة به يمكن استغلالها كمتنزهات لزوار الجبل. ويقول أحد أبناء المنطقة: إن الجبل يتميز بوجود مغارات متعددة تكون باردة منعشة في الصيف، بينما تكون دافئة في الشتاء، ولذا نجد السياح وأهالي المحافظة والمقيمين يفضلون زيارته صيفا للتمتع بجوه البارد المنعش، والهروب من الجو الحار المحيط بالجبل، فمغارات الجبل واسعة من الداخل، وتمتاز بتكوينات صخرية رائعة ذات طابع جمالي رائع، تعكس روعة إبداع الخالق عز وجل. ويقول آخر من مدينة العمران: «قضيت في إحدى السنوات الماضية شهر رمضان كاملا داخل الجبل، حين كان الجو حارا ولا توجد كهرباء في قريتنا، فكنت أحضر من الصباح حتى قبيل أذان المغرب، حيث عوضتنا برودة الجبل عن أجهزة التكييف». وترتاد الجبل في مواسم الصيف عادة الوفود الرسمية والشعبية والسياح من أبناء المنطقة ودول مجلس التعاون. ويزور الجبل كذلك الباحثون وطلبة الجامعات والكليات؛ لغرض إعداد وعمل البحوث العلمية أو الدراسات المتعلقة بالصخور، كما يحرص الأجانب من الغربيين ومن مختلف دول العالم على زيارة الجبل كذلك، ويحرص أبناء المنطقة أيضا على أخذ زوارهم وأصدقائهم أو زملائهم الأجانب في جولة ترفيهية للجبل.وتوجد على الجانب الغربي للجبل عدة مغارات كانت تستخدم سابقا مكانا لتعليم القرآن الكريم، وتسمى تلك المغارات بأسماء معلمي القرآن، كما أن هناك مغارات أخرى تستخدم للمناسبات، وثالثة لا يعرفها إلا أهالي القرى المحيطة بالجبل من أهل قرية القارة وقرية التويثير، ومن المعروف أن بعض مغارات الجبل لم تستكشف بشكل كامل حتى الآن، ولم يتجرأ أحد على سبر أغوار تلك المغارات خوفا من الضياع داخل مغاراته الكثيرة. وبدأت يد التطوير والتحسين تنال الجبل والمغارة قبل أكثر من عشرين عاما تقريبا أو تزيد، فقد قامت البلدية وشركة سابك بالجبيل الصناعية بإدخال الكهرباء وعمل استراحات وبوفيه ودورات مياه وحفر بئر ارتوازية، وتنظيم مداخله وعمل مسجد وسلم للوصول إلى مغارات الجبل. ويقول أحد المواطنين نتمنى أن تتنبه الهيئة العامة للسياحة للجبل، وتستغله كواجهة سياحية وتعمل على تطويره وإيجاد كافة الوسائل لجذب أكبر عدد من السياح لزيارته إلى جانب عمل البرامج الترفيهية والترويحية وبخاصة في الإجازات ، كما يتمنى أبناء المنطقة على البلدية أن تهتم بوسائل الترفيه وألعاب الأطفال التي أكل الدهر عليها وشرب. ويجد الزائر المتجه إلى الجبل عبر الصعود إليه بواسطة الأقدام حالة من الرهبة والعظمة، وكلما اقترب الزائر أكثر من صخوره الصماء التي تحكي قرونا من الزمن على وجودها؛ ازداد انقباضا وتلهفا للتعرف على المزيد من الغموض، وقمة الإثارة لحظة الوقوف عند عظمة الكهوف والتجويفات الصخرية الطبيعية الفريدة التي تثير الفضول وحب المغامرة باكتشاف معالمه الساحرة وفك أسراره، ويزيد من إثارة الكهوف والتجويفات الصخرية مخالفة أجواء الطقس فيها لما في الخارج، فهي باردة بالصيف ودافئة بالشتاء! ويحتوي الجبل على العديد من الكهوف والمغارات، التي لا يعرفها إلا أهالي القارة، والقرى المجاورة له الذين عاشوا تحت ظله. ويقول احد ابناء القارة: إن جبل القارة يعتبر أعجوبة ثامنة في العالم وهو الأحب والأعز بينها لأهالي الأحساء، الذين يفتخرون به، لقد عشنا بجانبه وفيه طفولتنا باللعب والمرح والتسلق، كنا نستفيد من طينه الأحمر لبناء البيوت، وصنع الفخار، و نقضي أيام الحر والرطوبة بين جوانبه الآمنة في داخل المغارات العديدة، وكان أهالي القارة والقرى المجاورة ينامون في هذه المغارات، ويذكر هذا الشاب أشهر أسماء المغارات قائلا: من أهم مغارات الجبل غار الناقة، وهو الأكبر حيث يتسع لـ 500 شخص، وهو الأبرد في الجبل، ولهذا يسمى بـ الثلاجة، لشدة برودته، ولا يستقر من يدخل فيه بدون ملابس شتوية لشدة البرودة العالية، ويحتاج النائم فيه إلى بطانيات. ويشير عمران ان الداخل للغار يحتاج إلى الانحناء أو المشي على ركبتيه. ويقع في احدى غارات الجبل من الجهة الغربية مصنع طاهر الغراش للفخار الذي لا زال يعمل مع عدد من أفراد عائلته لغاية اليوم في صناعة الفخار، بنفس الطريقة التقليدية، ويعتمد هذا المصنع من سنين طويلة في عملية صناعة الفخار على الأتربة المتساقطة من الجبل وهي ذات جودة عالية، وهذا المصنع من المواقع التي يحرص زوار الجبل وخاصة الأجانب على زيارتها، وشراء بعض ما يصنع من تحف جميلة والتقاط بعض الصور. اليوم