نحتفل جميعاً هذه الأيام بذكرى توحيد المملكة، وهي ذكرى عظيمة نفتخر بها ونحكيها لأبنائنا وأحفادنا، كيف لا وبسببها انطلق قطار الحضارة ليلحق بركب الدول المتقدمة في العالم، هو إنجاز غير مسبوق على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - ، وبقدر ما نكتب وبقدر ما نتحدث لن يصل هذا الكلام إلى مستوى هذه المناسبة العظيمة، فملحمة توحيد المملكة العربية السعودية يجب أن يتداولها الجميع، يقرؤها، ويسمعها، ويشاهدها مجسدة في الأفلام أو على خشبة المسرح. من هنا انطلق بحديثي عن أهمية قيام وزارة التعليم بتكليف جميع المدارس (جميعها في كل المراحل التعليمية بنين وبنات) بتقديم مشاهد مسرحية مستوحاة من مرحلة التأسيس، ربما أهمها فتح الرياض، وكيف كانت جزيرة العرب وكيف أصبحت بعد التوحيد، الماضي والحاضر، وبعد ذلك المستقبل والحلم بمستقبل مشرق وفق رؤية 2030م. أغلب دول العالم تحفز مدارسها بتقديم جزء من تاريخها في احتفالات سنوية، وقد شاهدت في احدى المدارس الابتدائية في أميركا عرضاً يمثل به بعض التلاميذ شخصيات رؤساء أميركا ومن ضمنهم لنكولن، وبكل تأكيد شاهدنا ذلك في بعض الأفلام الأميركية، و كل من يشاهد تلك العروض البدائية والبسيطة ستصل له معلومة عن تاريخ البلد من خلال تقديم مجموعة من الأطفال أو اليافعين مشهدا يحكي بعضاً من سيرة قادته. أنا لا أدري لماذا أغفل المسرح المدرسي، وأصبحت مدارس محدودة لا تتجاوز أصابع اليدين على مستوى المملكة وأغلبها أهلية هي التي تقدم عروضاً مسرحية مرتجلة وقد يغلب عليها التهريج للضحك أو مباشرة في طرح النصائح و الملاحظات دون متعة مسرحية، المسرح أبو الفنون، وهو وسيلة تعليم وتهذيب وقبل كل ذلك وبعده هو وسيلة لتأكيد الإنتماء الوطني. نحن نحب وطننا، كيف يكون هذا الحب، بالأناشيد، بالشيلات، بالأغاني، أو بفعل يؤكد الانتماء، والمسرح فعل مشاهد، بالطبع حب الوطن أكبر من كل ذلك، ولكن حينما يقدم عرضاً مسرحياً يحكي قصة التوحيد أو بعض البطولات، ويكون هذا العرض المسرحي في إحدى المدارس الإبتدائية كمثال ويكون الحضور الطلبة وأولياء أمورهم، ستنبثق الأسئلة في اذهان الطلبة الصغار، وسيكون هنالك حوار بين الأب وأبنائه، عن تاريخ المملكة، وحياة المؤسس، وسيرة أبنائه العطرة، نص يعرض يلخص التربية الوطنية بصورة شاملة، ويؤكد الانتماء لهذا الوطن. إنه ليس بالأمر الصعب، تاريخ المملكة حافل بالأحداث والبطولات، ومن المفترض أن يستفاد من المؤرخين الذين اهتموا بتاريخ المملكة، لتقديم قصص مبسطة، هذه القصص تحول لبعض الكتاب لصياغتها مسرحياً، و من المؤكد أن دارة الملك عبد العزيز لديها ذلك، فمشروعها في احتفال المئوية تم توثيقه ورصده، وأصبح متاحاً. لذا أتمنى من وزارة التعليم أن تلزم جميع المدارس بتقديم عرض مسرحي يحكي جزءاً من تاريخ هذا الوطن في احتفالية تقام قبل أو بعد الاحتفال باليوم الوطني، هذه الاحتفالية أتمنى أن تركز على العرض المسرحي، سئمنا وسئم الجميع من المحاضرات والندوات، يكفي الطلبة الدروس التي يحضرونها في الفصول، ليكن هنالك عرضاً مسرحياً، وليدعم بالعرضة السعودية، و جميع الرقصات الشعبية، ليقدم العرض باخراج جيد مصحوباً بموسيقى، لنحتفل بالوطن، الذي بكل تأكيد نحبه.