دانانغ:سيد مصطفى وأحمد جمال الدين سيطرت حالة من الحزن الشديد على بعثة منتخب الإمارات للكرة الشاطئية، لحظة مغادرتها مدينة دانانغ الفيتنامية، صباح أمس، عائدة إلى الدولة، عقب انتهاء مشاركتها في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة، والخروج بلا أي ميداليات ملونة. وكان الأبيض، قد ودع المنافسات من الدور ربع النهائي، عقب خسارة كبيرة تعرض لها أمام نظيره الياباني 2-6. أجمع المسؤولون عن منتخب الشاطئية وعدداً من اللاعبين أن سبب الخسارة، عائد إلى قلة الإعداد التي سبقت البطولة، على العكس من التجهيزات، التي قام بها الفريق قبل خوض منافسات دورة الألعاب العربية في مصر، والتي توج بلقبها، مطالبين في الوقت ذاته بضرورة توفير برنامج احتكاك قوي قبل خوض غمار منافسات بطولة القارات، التي ستقام في دبي، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وقال مدير الوفد الرياضي، العميد عبد الملك جاني: إن تحضيرات الأبيض لدورة الألعاب الآسيوية الخامسة، كانت نفسيه فقط. مضيفاً: لا أريد أن أخوض في أمور فنية تخص اتحاد كرة القدم والجهاز الفني، لكن ما كان واضحاَ بالنسبة لي سواء في مباراة أوزبكستان أو اليابان، أن اللاعبين كانوا يرغبون في تحقيق نتائج إيجابية، وأظهروا روحاً قتالية عالية في كلا المباراتين، لكن على ما يبدو أن أموراً أخرى وتحديداً على الصعيد الفني كانت هي الغالبة. ولفت: الروح القتالية وحدها لا تكفى في كرة القدم، ويجب أن يتواكب معها التجهيز الفني، لكن لا يجب أن نُحمل الفريق أكثر من طاقته، فهذا المنتخب قد أسعد جماهير الإمارات في العديد من المناسبات، ويجب على اتحاد الكرة والجهاز الفني أن يبحثون في أسباب الخسارة. وقال مدرب منتخب الكرة الشاطئية، البرازيلي، غوستافو هنريك، إن سوء الإعداد جلب الخسارة في دورة الألعاب الآسيوية الخامسة، وجعل الأبيض يودع المنافسات من دون تحقيق أي فوز. مضيفاً: لو نظرنا للمنتخب الياباني الذي تغلب علينا سنعرف أن فارق الإعداد بين المنتخبين ظهر على نتيجة المباراة، فقد استعدوا لتلك الدورة في البرازيل، على العكس منا، إذ لم تتجاوز تحضيراتنا 14 يوماً فقط. وبدوره قال مدير المنتخب خليل أهلي، من يريد أن يفتش في النهائيات عليه أن يبحث عن البدايات أولاً. وزاد: البداية لم تكن على ما يرام، وأقول لمن يعنيه الأمر إذ أردت أن تُفتش في خروج المنتخب، فيجب أولاً أن تبحث في البداية، وكلامي يُدركه جيداً المعني بالأمر ولن أعلن عن اسمه. وأضاف: حضرنا إلى فيتنام، وطموحنا كان أكبر من الحصول على الفضية أو البرونزية، وإنما كنا نفكر في الذهب، لكن مع الأسف جميع المنتخبات المشاركة كانت تحضيراتها أفضل منا بكثير، ويمكن القول إن الجانب البدني، وليس الفني هو من صنع الفارق للمنافسين. ومن جانبه قدم قائد المنتخب الوطني، علي كريم اعتذاره للجماهير الإماراتية عن الخروج المبكر من دورة الألعاب الآسيوية، مشدداً على أن هذا الخروج لا يليق على الإطلاق بالأبيض. أما حارس المرمى، حميد عباس، فقد أكد أن الخسارة في الآسيوية تعد درساً مهماً سيستفيد منه الجميع في المستقبل. من جهته، أرجع أحمد الطيب نائب مدير وفد الإمارات بدانانغ خسارة الفريق الوطني المباراتين التي خاضهما في الدورة أمام أوزبكستان واليابان إلى قلة فترات الإعداد والبرامج التدريبية والتحضيرات لمحفل مهم مثل دورة الألعاب الآسيوية الشاطئية وقال، المنتخب الوطني يضم لاعبين مميزين وحققوا ألقاباً منوعة قبل ذلك على المستويات كافة ولهم باع كبير في كرة القدم الشاطئية، ولكن ينقصهم الاستمرارية في التدريب والإعداد الكافي قبل المحافل المختلفة واليوم نتحدث عن استحقاق قاري واللاعبون لم يظهروا بالصورة المعروفة عنهم بسبب عدم الدخول في الأجواء التي تؤهلهم للمنافسة على ميدالية أو مركز متقدم سواء من ناحية المعسكرات أو التجمعات الداخلية وأضاف الطيب: اللاعبون يأتون للاستحقاقات مباشرة دون استعداد جيد لمقارعة الفرق الآسيوية، وأرى أن الفريق كان في إمكانه أن يقدم نتائج أفضل من تلك التي حققها، ولكن لعوامل عدة تفاجأنا جميعاً بهذا الخروج الذي لا يرضي طموحاتنا في هذه المشاركة، والفريق نجح في حصد ألقاب كثيرة، وهو الأمر الذي يؤكد أن المنتخب ينقصه فقط التخطيط السليم. واقترح الطيب تخصيص بطولة دوري مفتوحة لكرة القدم الشاطئية بمشاركة جميع الفرق الوطنية والمقيمين بما يصب في مصلحة اللعبة والمنتخب الوطني وأوضح طبيعة الدولة الجغرافية ولله الحمد تسمح بإقامة منافسات الكرة الشاطئية بالإمارات ال 7، نظراً لوقوعها على الساحل وهناك العديد من الجاليات الموجودة على مستوى الإمارات تنتظر تلك الفرصة التي سنستفيد منها كثيراً، وستكون مكسباً بالنسبة لنا. وتابع: المرحلة القادمة للألعاب الشاطئية بصفة عامة ستشهد تقدماً كبيراً، لاسيما بعد اعتماد إقامة دورة الألعاب الشاطئية بسان دييغو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2019، ولابد أن يكون الاستعداد على حجم هذه الأحداث القوية ليس لكرة القدم فحسب وأيضا للتجديف وبناء الأجسام والجيت سكي وكافة الرياضات الشاطئية التي يتميز فيها أبناء الإمارات، وإلى الآن لدينا من المشاكل والصعوبات التي تحول بين لاعبينا وتمثيل الوطن فبغض النظر عن الإعداد والبرامج التدريبية هناك المعضلة الكبرى التي تظهر مع انطلاق كل محفل نشارك فيه وهي التفرغ الرياضي، ورفض جهات عمل اللاعبين منحهم للتفرغ أمر غير مقبول طالما الأمر يتعلق بإعلاء راية الدولة، وعلى سبيل المثال فريق كرة السلة الذي اعتذر عن المشاركة في الدورة الآسيوية الشاطئية الحالية كان من الممكن أن يضيف شيئاً ويدخل في دائرة المنافسة على الميداليات الملونة، فكيف لنا أن نحلم بجني الثمار دون وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.