من المعلوم أن الدول عندما تنتابها تحديات اقتصادية سواء بسبب خلل في إيراداتها أو لمشكلات أخرى تغير من ميزان الإيراد والصرف، تضطرمعها لعمليات تقشف للتحكم في ميزان الخلل في الدفع لتجنب الاقتراض أو السحب من الأرصدة السيادية. وما تعرض له وطني منذ العام الماضي هو خليط من هذه المشكلات التي أخلت في ميزان الإيرادات بشكل كبير من خلال انخفاض أسعار البترول الحاد من 120 دولارا للبرميل إلى 47 دولارا للبرميل، وكذلك دخول المملكة ضمن التحالف لاسترداد الشرعية في اليمن من الانقلابيين، وما يمكن أن يسبب تجاهل ذلك من تأثير بالغ للأمن القومي للمملكة والخليج والدول العربية في المستقبل القريب، وكذلك وجود التزامات للمملكة لأشقائها من اللاجئين السوريين والعراقيين. ويعلم الجميع ما يقدمه بلدي من عمليات إنسانية للشعب اليمني والتي تتمثل في توفير المساعدات الغذائية والطبية وإصلاح البنية التحتية للمناطق المحررة وعلاج أشقائنا اليمنيين من الجرحى على حسابنا داخل وخارج المملكة. إن الظروف التي كانت تساعدنا في الدفع بسخاء تجاه الوطن ومواطنيه قد تغيرت، ووجب علينا أن نقف باعتبارنا مواطنين في أزمة وطننا التي خلقتها الظروف الاقتصادية والإقليمية حولنا. إن هذه التحديات وما أفرزتها من قرارات مزدوجة الهدف منها تقليل الهدر المالي وكفاءة الإنفاق وكذلك الحد من العجز في ميزان المدفوعات بسبب ما ذكر سابقا. يتوجب علينا أفرادا وأسرا ومجتمعات أن نواجه هذه التحديات من خلال تغيير في ثقافتنا في الصرف والادخار، على الأفراد والأسر أن يمارسوا ضبط ميزانياتهم من خلال وضع خطط أسرية للتسوق والتي تستهدف البعد أو التقليل من الكماليات، والتخلص من «الهياط» في الولائم والمناسبات وغيرها. ولمؤسساتنا التربوية في التعليم العالي والعام الدور الكبير في المرحلة القادمة يتمثل في الوقوف مع الوطن في ظل التحديات الاقتصادية الطارئة من خلال مبادرات وبرامج وإضافات في المناهج للتعريف بتطبيقات وسياسات الصرف والادخار للمستويات الفردية والأسرية وأن تسود ثقافة الادخار التي أثبتت الدراسات الاقتصادية أنها غير موجودة لدى 85% من الأسر السعودية، علينا أن نعي وندرك أن لقمة العيش لن تكون هنية عندما يذهب الأمن والآمان، وأن وقوفنا مع وطننا سيكتبه التاريخ والأجيال القادمة فخرا وإجلالا. aalolian@gmail.com