على بعد مئات ملايين الكيلومترات من الأرض، بدأ العد العكسي لهبوط المركبة غير المأهولة روزيتا على المذنب تشوري، بما يمثل الحلقة الأخيرة من مغامرة فضائية فريدة من نوعها، جابت الفضاء على مدى 12 عاماً، حيث بدأت المركبة، مساء أمس، هبوطها البطيء باتجاه سطح المذنب، وتحديداً في الموقع نفسه الذي هبط عليه قبل عامين، الروبوت فيلاي بعد انفصاله عنها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2014. وقد بدأت مهمة روزيتا (رشيد) في العام 1993، بعد أن أقرتها وكالة الفضاء الأوروبية، بهدف التعمق في كيفية تشكل المجموعة الشمسية قبل 4 مليارات و500 مليون سنة، وأطلق عليها هذا الاسم الذي يعني حجر رشيد، تيمناً بالحجر الذي كان له الفضل في فك رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة. بلغت تكاليف هذه المهمة الفريدة من نوعها في تاريخ غزو الفضاء، ملياراً و400 مليون يورو، وأتاحت جمع عناصر علمية مهمة، سيعكف العلماء على دراستها سنوات طوالاً. وقطعت المركبة في مهمتها سبعة مليارات كم في الفضاء، وهي تلاحق المذنب.