عمّان: الخليج استنكر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اغتيال الكاتب اليساري ناهض حتر ووصفه بعمل جبان، في وقت توافقت شخصيات بارزة على مبادرة تدعم الوحدة الوطنية. وأكد عبدالله الثاني خلال زيارته ديوان حتر في بلدة الفحيص غرب العاصمة، أمس الخميس، رفض جميع الأردنيين العمل الإجرامي الجبان الذي استهدف الكاتب وأودى بحياته. وأعرب عن إدانته الشديدة للجريمة البشعة والغريبة على شعبنا الأردني الأصيل وثقافتنا. وقال بحضور رئيس الوزراء هاني الملقي وعدد من كبار المسؤولين: هذا الوطن نشأ بروح الأسرة الواحدة المتعاضدة المتماسكة بين الجميع مسلمين ومسيحيين، بعيداً عن التطرف والتعصب الأعمى. وبينما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية بترا أن العاهل الأردني قدّم واجب العزاء لآل الفقيد، أكد أفراد أسرة حتر وأقاربه مجدداً أنهم ما زالوا يستقبلون التهاني بالشهيد البطل. وقال سعد حتر ابن عم الكاتب: نحن ماضون في تنفيذ رؤى الراحل بشأن توحيد الصف الأردني ولن نخذله. وكرر مناصرون توافدوا بأعداد مضاعفة إلى ديوان حتر بينهم شخصيات عربية إعلامية وفكرية أنه قُتل بدوافع سياسية تحت غطاء ديني، ورفضوا تصاعد الحديث عن تنامي خطاب الكراهية في البلاد من منطلق طائفي وتوصيف الجريمة في هذا السياق. وتداعت شخصيات سياسية ووطنية ودينية أردنية بينها رؤساء وزراء سابقون وأعضاء مجلس أعيان ونوّاب ومنتمون لأحزاب يسارية لإطلاق مبادرة واسعة تحدّ من التعصب وحالة التوتر وفق مشروع شمولي على غرار الحوار الوطني قبل عدّة سنوات. على صعيد متصل، طالب ذوو الكاتب الراحل من العاهل الأردني تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لمحاسبة المقصّرين ومعاقبة المحرّضين. وجاء في رسالة موجّهة للملك أمس الخميس، إن قدومكم إلى بيت الفحيص تاج على رؤوسنا يسهم في التخفيف عن مصابنا في الفقيد الشهيد وبلسم لجروحنا يجعلنا نسمو عن أي مطالب شخصية. وحددوا مطلبهم الرئيسي في تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة مؤلفة من شخصيات وطنية نزيهة وخبيرة تجمع نخبة من الجهاز القضائي والمركز الوطني لحقوق الإنسان، والسماح للعائلة بالاطلاع على إجراءات التحقيق.