كانت «الداية» قديمًا تستخدم «الإرجوت» ـ مرحلة إصابة القمح بمرض فطري ـ بكميات صغيرة لتنتج انقباضات قوية للمرأة أثناء الولادة، كما وصف آدم لونيسر فى كتابه «كريوتربش» الذى يشرح خصائص ووظائف النباتات، أصبح استخدامه رسميًا كدواء عام 1808 حين وصفه الطبيب الأمريكي جون ستيرنز، بعدما لاحظ ازدياد انقباضات الرحم بعد تحضيره وصفة للإرجوت عجلت بالولادة. فى أواخر القرن السابع عشر، اشتق اسم «إرجوت» من كلمة فرنسية بالاسم نفسه، تعنى «عُرف الديك»، لأن شكل النبات المصاب يشبهه، بما فيهم القمح. كما استُخدم الإرجوت كمسيطر على نزيف النفاس عام 1824 بعد موافقة المجتمع الطبى فى نيويورك على استخدامه بعد التحقيق فى موضوع إرتفاع عدد وفيات المواليد بعد الولادة مباشرة، وفقًا لموقع كلية الكيمياء بجامعة بريستول الأمريكية و المنشور الأمريكى للتعليم الصيدلى. وبحسب مؤسسة جمعية أمراض النبات الأمريكية، فإن «إرجوت» هو مرحلة تفشي مرض فطرى في القمح، يسببه فطر يسمى «كلافيسيبس بربورا» حال تعرضه مدة من 4 إلى 8 أسابيع لدرجة حرارة منخفضة و رطوبة. وفق ماجاء ببحث فى موقع جامعة «هاواى» الأمريكية. والتعريف العلمي لـ«الإرجوت» هو «اسكلروتيا»، وهي المرحلة المبكرة للمرض، حين تتحول حبوب القمح العادية إلى جسم جاف وداكن اللون (مائل للأسود الأرجواني)، لتكون خلايا فطرية ويمكن ملاحظة ظهوره على رأس الحبوب مثل الشعير، والشوفان، والقمح حيث ينتشر المرض، بحسب ما جاء فى موقع جمعية أمراض النبات الأمريكية. وخلال إبريل 2016، قررت وزارة الزراعة تطبيق المواصفات العالمية لمنظمة «كودكس»، أثناء استيراد القمح، والتي تقضي بالسماح بـ 0.05% من فطر «إرجوت»، فتعاقدت الشركات خلال الثلاثة أشهر الأخيرة على أكثر من 600 ألف طن بعد عدم اكتمال أول نصابين للشحنات، قبل أن تتراجع عن القرار نفسه خلال شهر أغسطس لتأكيد البحوث الزراعية أضراره على المواطنين لكن الموردون الأجانب رفضوا التقدم بمناقصات القمح للضغط على الحكومة لقبول النسبة العالمية. ومؤخرًا، تراجعت الحكومة يوم الأربعاء 21 سبتمبر الماضي عن قرار منع استيراد شحنات قمح خالية من الإرجوت من روسيا، بعد أن أدى القرار السابق إلى تأخر استيراد 540 ألف طن، وفقًا لموقع «البورصة». تكمن خطورته في خسارة من 5 إلى 10 % من المحصول، بالإضافة إلى خسارة أعشاب العلف المنمية لإنتاج البذور. ويعتبر الإرجوت مرض فطرى مزمن فهو لا يعيش أكثر من عام. وكان الإرجوت، فى الماضى يطحن مع القمح لصناعة الخبز، عكس الفترة الحالية، فهو يعد ملوث للقمح، بحسب ما جاء فى موقع «وب-مد»، ويمكن لقلويته السامة التسبب فى العديد من المشاكل الصحية لكل من البشر والحيوانات منها «التسمم الإرجوتى»، خاصة مع عدم وجود مناعة قوية لمن لديهم مشاكل في الكلى أو الكبد، وهو ما يمنع طرد الإرجوت، ويجعله يزيد من احتمالية «التسمم الإرجوتى». ومن أعراض الإصابة بالتسمم الإرجوتى الغثيان، وألم العضلات، والضعف، وفقدان الحس، والحكة، واضطراب النبض، ويمكن أن يتطور التسمم إلى مشاكل في البصر، والتشوش، وتشنجات، واضطرابات، و يمكن أن يتطور إلى تسمم غرغرينى، والتسمم الحموي، وفق ما جاء بدراسةجامعة «نبراسكا» الأمريكية. ورغم أضراره، توجد فوائد للإرجوت، منها إنتاج أدوية مثل «ديهايدرو إرجوتامين»، و«إرجوتامين» اللذين يعرفان باسم قلويات الإرجوت، ويتم تناولهما لعلاج الصداع الحاد فقط الذى لا يقدر عليه المسكن العادي، يجب تناوله تحت الإشراف الطبى، وفقًا لموقع «مايوكلينك». إضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الإرجوت فى علاج حالة جلطات الدم التى يمكن حدوثها بعد العمليات و يمكنه علاج الضغط المنخفض تحت الإشراف الطبى.