طيف التميمي بداياتنا التي لم يكتب لها الاستمرار.. أحلامنا التي رسمنا تفاصيلها يوماً.. أهدافنا حبيسة الأدراج.. آمالنا التي تحولت آلاماً.. كلها افتقدت روح البداية وحماستها. كثيراً ما نُبلور بداخلنا حلماً نرجوه واقعاً.. نحدد تفاصيله.. نهتم بكل مكنوناته.. نرسم طرق تحقيقه.. ثم نغلق دفاتر الأمنيات برضاً منتظرين تحقيقه. نبدأ الحلم بحماسة تدفعنا لبناء قصور الأمنيات.. نسير بخطى تملُّ التواصل يوماً إثر يوم.. شيئاً فشيئاً يتسرب لقلوبنا ملل الاعتياد فنترك إنجاز اليوم للغد وتبدأ حكاية التسويف! أكثر أمنياتنا تقف عند عتبة الملل هذه.. نمتلئ حماسة أخرى.. نتَّبع نفس الاستراتيجية ثم نتخلى عن الهدف لآخَر نكرر معه ذات اللعبة.. حتى إذا ما انتصف العام أو شارف على الانتهاء نجد أن محصلة الإنجاز فيه تساوي صفراً! حماسة البداية تحتاج وقوداً يشعلها كلما خبت أو شارفت على الانتهاء.. نحتاج ربط الهدف بمستقبل بعيد.. بعدة أهداف أخرى تجعله من أهم أولويات الحياة.. نحتاج تدوين أهمية الهدف وجعل ذلك في مكان بارز حتى تقع عليه العين في اليوم أكثر من مرة فتمتلئ توهجاً لتحقيقه. ثمة أهداف كبيرة تحتاج أن تقسَّم لأخرى «أصغر» مما يجعل متابعة الإنجاز اليومي أسهل بكثير.. أضف إلى ذلك الإصرار والإيمان اللذين يجب أن نتسلح بهما لنعانق مستقبلًا رسمناه ذات أمل.