مرت جلسة انتخاب رئيس للجمهورية الـ45 كسابقاتها، على الرغم من الحملة الإعلامية التي جرت قبلها تزامناً مع عودة زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، وتخليه «مبدئياً» عن ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية إلى الرئاسة، الأمر الذي عزز فرص فوز زعيم تكتل التغيير والإصلاح العماد النائب ميشال عون. لكن يبدو أن رئيس مجلس النواب، زعيم حركة «أمل» الشيعية نبيه بري أخذ على عاتقه «تبريد» سخونة الملف الرئاسي، حيث أجل انعقاد الجلسة الرئاسية رقم 46 الى 31 أكتوبر المقبل، أي الى 4 أسابيع، بعد أن اعتاد تأجيلها 3 أسابيع، في خطوة وضعت في إطار النكايات السياسية. وفي الوقت الذي بدأ توافد النواب الى المجلس النيابي، أمس، للمشاركة في جلسة انتخاب الرئيس، نشر رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، اعتبر فيها أنه «إذا اتفق الرئيس سعد الحريري مع العماد ميشال عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية، فسيحصد نفس النتيجة حينما سمى الرئيس أمين الجميل عون رئيسا للحكومة سنة 1988». وبرغم إرجاء الجلسة لعدم اكتمال النصاب (51 نائباً)، لوحظ تفاؤل وحيوية سياسية في كواليس الجلسة، فضلا عن تسجيل حضور النائب عن «المردة» اسطفان الدويهي لأول مرة. وثمن نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية النائب جورج عدوان «ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من خطوات أساسية باتجاه تحريك ملف الرئاسة». وأردف من مجلس النواب: «نعول على تحركات الحريري، ولكن يجب أن يستكمل باتجاه الرئيس بري من أجل الوصول الى نهاية سعيدة». واعتبر أن «حزب الله لديه قدرة كبيرة على التحرك، وعليه بذل الجهد المقنع باتجاه كل الفرقاء بـ «8 آذار» لدفعهم الى انتخاب العماد عون». وبشأن موضوع «السلة»، شدد على أن «أي طرح يجب أن يكون تحت سقف الدستور وخدمة لتسريع انتخاب الرئيس، أما إذا كان خارج هذه الأطر الدستورية فنحن ضده». الحريري وتابع الحريري، أمس، مشاوراته السياسية، والتقى رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل في البيت المركزي في الصيفي، ومن ثم انتقل الى بكفيا، حيث تناول الغداء على مائدة الجميل. إلى ذلك، أكد بري أمام النواب في لقاء «الأربعاء النيابي»، أمس، موقفه بأن «الاتفاق على جملة التفاهمات هو المعبر للحل المتكامل الذي يبدأ برئاسة الجمهورية». ونقل النواب عنه أن «ليس لديه شيء حتى الآن في شأن ما يثار ويقال حول الرئاسة والحراك الحاصل الآن»، كما أنه «مستعد لتقريب موعد جلسة الانتخاب، إذا تم التفاهم على الرئاسة». شمعون يطلب شهادة طبية للرئيس في حين يتصاعد الحديث عن سن زعيم تكتل «التغيير والاصلاح» العماد النائب ميشال عون المرشح الأقوى للجمهورية، ويأخذ عليه خصومه طبعه الحاد، قال رئيس حزب «الوطنيين الأحرار» النائب دوري شمعون أمس خلال تصريح أدلى به من مجلس النواب على هامش جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، إنه «لا يريد الدخول في لعبة الاسماء». وطلب شمعون من كل شخص مرشح لرئاسة الجمهورية أن «يأتي بشهادة طبية تؤكد أن صحته جيدة كي يعمل 10 ساعات على الأقل في اليوم»، مضيفا: «هذا يجب أن يكون قانونا عاما». على الفور، ردّت مراسلة قناة الـ»او تي في» التابعة لعون على شمعون بالقول: «ألا ينطبق الكلام عليك؟ عيب هذه ليست سياسة إنه كلام شخصي».