مقديشو: «الشرق الأوسط» نجا الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود من هجوم على القصر الرئاسي في مقديشو الجمعة، أعلنت حركة الشباب مسؤوليها عنه، أوقع الكثير من القتلى، حسبما أفاد مسؤول بالأمم المتحدة وآخر حكومي. قال مسؤول الشرطة الصومالية عبد الرحمن محمد «أحصينا نحو تسعة مهاجمين قتلوا بنيران قوات الأمن، وخمسة مسؤولين صوماليين من بينهم جنود». وأكدت الشرطة الصومالية أن عناصر من حركة الشباب هاجمت مجمع قصر الرئاسة واقتحم مقاتلوها البوابة بسيارة ملغومة واشتبكوا في معركة شرسة بالأسلحة مع قوات حفظ السلام الأفريقية. وأوضح ممثل الأمم المتحدة الخاص نيك كاي في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن الرئيس حسن شيخ محمود أخبره أنه نجا من الهجوم دون إصابات، مضيفا أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى. وذكر الرئيس الصومالي الذي تولى السلطة في سبتمبر (أيلول) 2012 على موقع «تويتر»: «أدين هذا الإرهاب بأقصى درجة». وقال الموقع الإلكتروني لإذاعة شابيلي الصومالية إن الهجوم وقع خلال صلاة الجمعة حيث كان المسؤولون الحكوميون يؤدون الصلاة في مسجد داخل مجمع القصر الرئاسي في مقديشو الذي يعرف باسم «فيلا الصومال». من جانبه، قال وزير الأمن الصومالي عبد الكريم غوليد بأن من وصفهم بالإرهابيين حاولوا الدخول إلى القصر ولم يتمكنوا من ذلك، مشيرا إلى أن القوات الأمنية تسيطر على الوضع. وأضاف غوليد «أن العشرات من المهاجمين قتلوا في المعركة التي اندلعت بالأسلحة النارية بينما تم القبض على المهاجمين الآخرين الذين أصيبوا خلال القتال وأن البعض منهم فجروا أنفسهم». وأكد الوزير الصومالي أنه لم يصب أو يقتل أي مسؤولين حكوميين بارزين. فيما ذكرت مصادر أن من بين القتلى سكرتير مكتب رئيس الوزراء الصومالي. وقال ضابط شرطة صومالي «إن معركة الجمعة وقعت عند منزل أكبر قائد عسكري وهو الجنرال ضاهر ادن قرشي الذي يقع في نفس المجمع وبالقرب من مبنى قصر الرئاسة». وقال ضابط شرطة في مكان الحادث «مقاتلو حركة الشباب الذين هاجموا القصر كانوا نحو عشرة رجال يرتدون الزي العسكري والبيريهات الحمراء - التي يرتديها حرس القصر الرئاسي». وقال كان لديهم ثلاث سيارات. إحداها سيارة ملغومة والسيارتان الأخريان كانتا تقلان مقاتلين مدججين بالسلاح. وأضاف: «جميع مقاتلي حركة الشباب قتلوا بعضهم فجروا أنفسهم بينما قتل الآخرون بالرصاص. كما قتل الكثير من أفراد الحرس الحكومي. والآن المعركة انتهت وتناثرت في المكان أشلاء بشرية ودماء». ويعتقد أن هذا الهجوم يأتي ردا على ما أعلنه الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود الأحد الماضي عقب عودته من تركيا عن عزم قوات الحكومة الصومالية والقوات المتعاونة معها، القيام بحسم عسكري وشيك ضد حركة الشباب المجاهدين، التي كثفت عملياتها في العاصمة الصومالية مقديشو على مدى الأسابيع الماضية، وتحرير المناطق الخاضعة لسيطرتها. وتزامنت تصريحات الرئيس الصومالي مع حشد قوات إثيوبية انضمت مؤخرا إلى بعثة الاتحاد الأفريقي في مناطق كثيرة وسط الصومال وجنوبه، ضمن تحرك عسكري جديد ضد حركة الشباب التي لا تزال تسيطر على مناطق واسعة في الوسط والجنوب. وكان رئيس الوزراء الصومالي عبد الولي شيخ أحمد أكد الأربعاء الماضي «أن فريقا عسكريا تقوده قوة أفريقية موسعة لحفظ السلام سيسعى لطرد متمردين إسلاميين صوماليين من معاقلهم المتبقية بنهاية العام الحالي». وقال رئيس الوزراء الذي عين في ديسمبر (كانون الأول) بأن متمردي الشباب الذين «يشبهوننا» لا يزالون قادرين على اختراق التجمعات السكانية لكنه قال: «إن الهدف هو ضمان ألا يتمكنوا من السيطرة على مناطق متميزة من البلاد مثلما يفعلون الآن». وأضاف شيخ أحمد أن «الخطة هي طرد الشباب من كل هذه الأماكن في 2014. ونريد بنهاية العام أن نرى الصومال خاليا من الشباب وألا تسيطر الشباب على مناطق متميزة» مضيفا أنه «لا يزال من المرجح أن يعمل المتمردون هنا وهناك». وتخشى الدول الغربية وجيران الصومال من أن تواصل الشباب استغلال المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة أو القوة الأفريقية لشن المزيد من الهجمات في المنطقة وما وراءها. وكانت الأمم المتحدة وافقت في نوفمبر (تشرين الثاني) على توسيع بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال «أميسوم» بمقدار 4500 جندي لتصل إلى 22 ألف جندي تقريبا. ومن المتوقع أن تشرع القوة في هجوم واسع وشيك تشارك فيه قوات صومالية أيضا. وفي الأسابيع القليلة الماضية شهدت مقديشو سلسلة من الهجمات الانتحارية التي أعلنت المسؤولية عنها حركة الشباب التي طردت من المدينة في منتصف 2011 لكنها واصلت شن هجمات. وقتل سبعة صوماليين على الأقل عندما انفجرت قنبلة بالتحكم عن بعد استهدفت قافلة للأمم المتحدة وسط السيارات والمقاهي خارج المطار الدولي بالعاصمة في الأسبوع الماضي. ويذكر أن حركة الشباب حكمت معظم مناطق جنوب الصومال من 2006 حتى 2011 عندما طردتها القوات الأفريقية من مقديشو ثم من معظم المراكز الحضرية في بلد يشهد حربا أهلية واضطرابات منذ أكثر من 20 سنة. لكن الإسلاميين المرتبطين بـ«القاعدة» الذين سعوا لتطبيق الشريعة الإسلامية ما زالوا يسيطرون على مساحات كبيرة من المناطق الريفية وبعض البلدات أو القرى الأصغر ومنها براوي المعقل الساحلي الكبير لحركة الشباب.