اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أمس، أن الهجمات على مدينة حلب السورية تشكل «انتهاكا فاضحا للقانون الدولي» وحض روسيا على بذل «جهود ذات مصداقية» لإعادة العمل بالهدنة. هذا في الوقت الذي أدانت فيه المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل العنف الوحشي على المواطنين في حلب وأنه «ليس مقبولا على الإطلاق». وقال ستولتنبرغ على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا، إن «الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة أخلاقيا على الإطلاق وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف ستولتنبرغ «أضم صوتي إلى دعوات المجموعة الدولية لروسيا كي تبذل جهودا ذات مصداقية بهدف إعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية وإفساح المجال أمام وصول المساعدة الإنسانية إلى حلب وخلق الظروف اللازمة لاستئناف المحادثات تحت رعاية الأمم المتحدة». من جهتها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، قوله إنه تم توجيه دعوة مفتوحة لوزير الخارجية السوري لزيارة موسكو. ونقلت الوكالة عن بوغدانوف قوله: «هناك دعوة مفتوحة للمعلم لزيارة موسكو. إنه محل ترحيب دوما». في برلين، أعربت ميركل عن تشككها تجاه إمكانيات إقامة منطقة حظر جوي فوق أجزاء من سوريا، ودعت في الوقت ذاته لبذل مزيد من المساعي من أجل التوصل لهدنة هناك. وقالت ميركل، أمس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الماليزية نجيب رزاق بالعاصمة برلين، إن الأمر يعتمد حاليا بشكل واضح على روسيا وعلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما يتعلق بتحسين فرص الهدنة. وكان وزير الخارجية الألماني فرنك فالتر شتاينماير دعا لفرض حظر جوي مؤقت على الطائرات العسكرية في سوريا لمدة تصل إلى سبعة أيام، بعد قصف قافلة مساعدات بالقرب من حلب يوم 19 سبتمبر (أيلول) الحالي. ورفض الرئيس الأميركي باراك أوباما مرارا هذا الاقتراح. وأكدت ميركل أن العنف الوحشي على المواطنين في حلب «ليس مقبولا على الإطلاق»، وقالت: «رأينا خلال الأيام الماضية انتكاسة عميقة للغاية». وبالنظر إلى اللاجئين القادمين من سوريا وغيرها من المناطق التي تشهد أزمات حول العالم، أكدت المستشارة الألمانية «الالتزام الإنساني» لأوروبا، مشيرة إلى أن إحداث تفرقة بين لاجئين مسيحيين ومسلمين لا يتماشى مع القيم الأوروبية. وقالت: «إننا لا نفرق بين أشخاص ينتمون للعقيدة المسيحية وأشخاص ينتمون للعقيدة الإسلامية، ونقول إن أحدهم يحصل على حماية لدينا والآخرين لا يحصلون على حماية لدينا»، مشددة على ضرورة أن ينعكس ذلك في السياسة التي تتبعها كل دولة أوروبية. في سياق متصل، اتهم فولفغانغ إشينجر، وهو سفير ألماني سابق، أوروبا بالفشل في الصراع الدائر في سوريا. وقال إشينجر في حوار مع صحيفة «هاندلسبلات»، نشر أول من أمس ونقلته وكالة الصحافة الألمانية، إن «ما يحدث في سوريا هو عار على أوروبا». وأوضح إشينجر أنه على الرغم من أنه من السهل أن تشير بأصابع الاتهام إلى روسيا والولايات المتحدة - اللتين تؤيدان جانبين متعارضين في الحرب التي بدأت في عام 2011 - إلا أن أوروبا فشلت في تحمل مسؤوليتها في الصراع. وقال إنه يجب على أوروبا أن تستخدم حوافز سياسية ومالية للتأثير على الأطراف المتحاربة في سوريا. وأضاف إشينجر، الذي يترأس المؤتمر الذي تستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام، والذي يجمع زعماء العالم ووزراء خارجية ودفاع في العاصمة البافارية، أنه «من الممكن أن تعد أوروبا بتقديم مليارات الدولارات لإعادة إعمار سوريا، مقابل الحفاظ على وقف إطلاق النار». كما اتهم إشينجر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاستفادة من الأشهر الأخيرة للرئيس الأميركي باراك أوباما في الحكم، لتحدي دور واشنطن كشرطي العالم. وقال إنه «يود إقامة نظام عالمي جديد ويأمل في أن يقوم في عام 2017 بعمل صفقة استراتيجية استنادا إلى فرص متكافئة مع الرئيس الأميركي الجديد».