قالت بريطانيا أمس إنها ستعارض أي خطط أوروبية لدمج قوات أوروبية في جيش واحد أو إقامة مقر عسكري للاتحاد خلال الفترة المتبقية لها في الاتحاد. وفي اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في براتسلافا قال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن حلف الأطلسي وليس الاتحاد الأوروبي هو المسؤول عن الدفاع عن أوروبا ضد روسيا التي أصبحت أكثرعداء، وإن بلدان شمال وشرق الاتحاد توافق على ذلك. كانت فرنسا وألمانيا قد أعربتا عن أملهما في أن يترك قرار بريطانيا بالخروج من الاتحاد وحاجتها لحسن النوايا في مفاوضات الخروج؛ الباب مفتوحا لطرح مقترحات دفاع مشترك تهدف لتعزيز التعاون بين الحكومات المتبقية. ويعني موقف بريطانيا المتشدد أن باريس وبرلين ستواجهان على الأرجح وقتا أصعب مما توقعه دبلوماسيون لإقرار خطط تهدف لجمع الأصول العسكرية المتداعية وتطوير التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة. وتخشى بريطانيا من احتمال أن تتسبب طموحات الاتحاد في امتصاص الموارد المالية من حلف الأطلسي الذي قلص أعضاؤه الميزانية لسنوات بعد الأزمة المالية عام 2008. ومعظم دول الاتحاد الأوروبي ومنها ألمانيا وفرنسا أعضاء في الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة وتسهم في قوات الرد السريع في الاتحاد والحلف. ويحتاج الاتحاد الأوروبي شراكة بريطانيا خاصة أنها واحدة من دول أوروبية قليلة تقدر على قيادة مهمات عسكرية كبيرة. وقال فالون للصحفيين: «توجد دول أعضاء ترغب في رؤية منظومة قوات واحدة. هذا يبدو لي مثل جيش أوروبي ونحن نعارض هذا». وأضاف قائلا: «أوروبا تعج بالمقرات وما نحتاج هو (مقر) آخر». وتحتفظ بريطانيا بحقوق تصويت كاملة حتى تغادر الاتحاد. وقال فالون إن السويد وهولندا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا أعربت أيضا عن قلقها بشأن المقترحات الفرنسية الألمانية رغم أنه لم يتسن على الفور التحقق من مواقف هذه الدول. وتشمل المقترحات زيادة الإنفاق على المهام العسكرية وتطويرالأصول بشكل مشترك ومنها الطائرات الهليكوبتر والطائرات دون طيار وتوسيع مهام حفظ السلام في الخارج وبناء دفاعات أقوى برعاية الحكومات ضد متسللي الإنترنت. وجاهدت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين ونظيرها الفرنسي جان إيف لو دريان للتأكيد على عدم وجود خطط لتشكيل جيش أوروبي يرتدي نفس الزي. وقالت الوزيرة الألمانية: «على العكس. إنها (المقترحات) تدور حول جمع القوى المتنوعة للدول الأوروبية لتكون جاهزة للتصرف السريع المشترك».