ازداد اتجاه المستخدمين إلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مهول في السعودية في العامين الأخيرين؛ ففي شهر مايو 2012م وصل عدد مستخدمي تويتر إلى 393 ألف مستخدم، وفي مايو من العام ذاته تضاعف عدد مستخدميه بنسبة 3000% بحسب تصريح المدير التنفيذي لموقع التواصل الاجتماعي تويتر ديك كاستولو، في تصريحه لموقع العربية نت، الذي لفت فيه إلى النمو السريع لمستخدمي «تويتر» في الشرق الأوسط خاصة في السعودية كأسرع الدول نموا في عدد مستخدمي الموقع! هذا التصريح نشر في يوليو 2012م، وبالتأكيد فإن العدد قد تضاعف من ذلك الوقت إلى الآن، صحيح أن كثيرين يتجهون لتويتر وفيسبوك للتواصل والتعبير عن الآراء ومشاركة الآخر، لكنني لا أظن أن السعوديين قد أصبحوا بهذا الوعي الكبير في التعامل مع التقنية، إذ هناك اتجاه إباحي واسع المدى لمواقع التواصل الاجتماعي، وهناك صفحات إباحية بالكامل، يتابعها الملايين من المستخدمين، وهناك مد إباحي من نوع خاص على هذه المواقع، التي اتجه إليها الأطفال السعوديون والمراهقون والكبار أيضا، ممن يعيشون مراهقة متأخرة أو متقدمة! ولعل تلك الصفحات الإباحية المتكاثرة تبرر -على وجه من الوجوه- هذا التزايد الضخم لعدد مستخدمي بعض مواقع التواصل الاجتماعي، التي يمكن لنا أن نسميها أيضا (مواقع التواصل الإباحي)!!. وكما شكلت مواقع التواصل تحولا جذريا في الطرح الفكري والسياسي والثقافي وفي سقف الحريات، فلا شك أن التحول ذاته قد أحدثته في مجال التعاطي الإباحي، والترويج للمحتوى الجنسي الذي لا يخضع لأية رقابة أخلاقية مسؤولة من إدارات أو مواقع التواصل ومشرفيها. صفحات مهولة تروج مواد جنسية، تصطاد الأطفال والمراهقين، ويتابعها مئات الآلاف من المستخدمين من الفئات العمرية والاجتماعية كافة. مؤخرا قررت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية ملاحقة بعض حسابات موقع التواصل الاجتماعي تويتر التي تروج للإباحية والدعارة، وكذلك تلك التي تروج للسحر والشعوذة، في محاولة جادة منها للقضاء عليها قبل أن يتواصل انتشارها، بعدما خصصت الرئاسة فرقة خاصة لمكافحة الجرائم المعلوماتية مجهزة بأحدث التقنيات الفنية اللازمة. وأكد مساعد المتحدث الرسمي للهيئة أحمد الجردان لـ«العربية نت» أن لوحدة مكافحة الجرائم المعلوماتية جهودا توجيهية لمن ينشرون الصور والعبارات الداعية للرذيلة من خلال تواصلها الإلكتروني معهم والذي يؤدي في الغالب إلى إقلاعهم عن ذلك وإغلاقهم لتلك الحسابات. هذه الجهود من الهيئة جيدة جدا، ولكن الآلية لا تزال غائبة، والمعيارية غير واضحة في ملاحقة الحسابات الإباحية أو غيرها! والسؤال إلى أي مدى تستطيع الهيئة النجاح في هذه المهمة؟. azaz2z@hotmail.com