×
محافظة مكة المكرمة

أمين جدة يُتابع مشروعات الجسور والأنفاق ويتفقد “كورنيش أبحر”

صورة الخبر

هذا نوع جديد من الإعلان يجب أن يدرس في أقسام الصحافة في جامعاتنا. وقد أسميته (إعلان الرماد)؛ لأن هدفه هو ذر الرماد في عيون المساهمين والمترقبين لنتائج السنة المالية الفائتة. ولربما عرفتم الآن أن ما أقصده هو ذلك الإعلان الذي يحمل إلينا التقارير السنوية للشركات المساهمة الكبرى، والذي عادة ما ينشر على صفحتين في الجريدة بحروف تشبه أثر خطوات النمل على الرمل. أي أنها حروف مضغوطة وغير مقروءة، بل أستطيع أن أقول إنها لم تنشر لتقرأ!! كل ما هنالك ــ فيما يبدو لي ــ أن النظام ينص على أن تنشر الشركة المساهمة التقرير السنوي لمجلس إدارتها عن العام المالي الفائت. وليس مهما كيف يكون هذا النشر، وما إذا كان يحقق هدفه من إطلاع المساهمين على وضع شركتهم أم لا؟ ومجالس إدارات هذه الشركات ستقول، إذا سئلت، إنها نشرت نصوص تقاريرها السنوية كاملة في الصحف، وليس ذنبها أن المساهمين ليس لديهم نظارات (متطورة) تمكنهم من قراءة تلك النصوص التي حملتها تلك الإعلانات. وهذا يذكرني بحيلة إعلانات الأدوية على التلفزيونات الأمريكية، حيث يظهر أمامك إعلان جذاب، بصور زاهية وببنط عريض جدا، عن دواء يعيد الشيخ إلى صباه، أو يربط ركب العجوز بعد السبعين، أو يمنحك نومة هادئة عميقة لا شطط فيها ولا أحلام مزعجة، ثم تلحظ أسفل الإعلان دبيب نملة، أو سطر لا يكاد يقرأ، يقول: لا تتناول هذا الدواء من غير استشارة طبيبك. وبذلك يحتال بائعو الدواء على الناس، الذين تفوتهم غالبا هذه الإشارات الإعلانية المدسوسة، بأنهم أغروهم ودفعوهم لشرائه وحموا أنفسهم من المساءلة في حال حدثت مضاعفات من تناول الدواء المعلن عنه. وأنا ــ طبعا ــ لا أقول إن شركاتنا المساهمة تخشى من مضاعفات نتائج تقاريرها السنوية لدى المساهمين فتذهب مذهب إعلانات هذه الأدوية، لكنني لا أجد سببا منطقيا أو مفيدا لنشر هذه التقارير بهذه الصورة الطاردة لعين القارئ. لتكن هذه الإعلانات، إن كان النظام ينص عليها ولا بد منها، على مساحات كبيرة كافية وبحروف واضحة وبإخراج فني جذاب لكي تشجع المساهمين والناس على قراءتها والاستفادة من نشرها، وإلا فإنها ستبقى مجرد ذر لرماد السنة الماضية في عيوننا وعيون السنة الجديدة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 178 مسافة ثم الرسالة