عوداً على عود فإن الحديث السابق عن مسببات تعثر بعض الوزارات عن مواكبة التحول الوطني بذات الوتيرة، يبدو مثيراً للتناول مرة أخرى بالتطرق إلى المنظور الاستراتيجي الذي يتعين على هذه الجهات إدراكه لتلافي المعوقات، إذ قلنا إنه عندما تخفق الوزارات في إحراز تقدم ما، فهذا ليس بالضرورة بسبب وجود ما يمنعها من ذلك، بل ربما لأنها فعلياً لم تدرك موقفها، ولم تستوعب جميع أبعاده، وحتى يتسنى لها ذلك فإن للأمر موقفين متوازيين، يستوجبان إدراكهما بعناية لفهم العلاقة الطردية بين تطبيقها والمضي نحو الرؤية المستهدفة والتحول الآني والمستقبلي. وذلك لن يكون إلا بإدراك الموقف أولاً من منظوره الاستراتيجي، ونقف عليه على النحو التالي عبر ركائزه الخمس الرئيسية. * الهدف، ويقصد به هنا تحديد الغاية التي تجمع الأطراف ذات العلاقة، وتوحيد مؤشرات بوصلة العمل تجاهها. * الأنظمة: عطفاً على السابق فإن الأنظمة والتي هي مجموعة الأساليب المنوطة بها الوزارة، لتمكينها من تحقيق التكامل مع فريق تحقيق الرؤية، ستكون منطلقاً لتحقيق الهدف. * القيادة، ومن ذلك يجب استشعار قدرة الوزير على صنع القرار واتخاذه في وقت حيوي مهم، ينعكس إيجاباً على السير في نسق تحقيق رؤية 2030. * البيئة، ويمكن اعتبارها قاعدة العمل الفعلي، والأرضية التي تجري عليها الأعمال وفق قواعد اللعبة. * المناخ، ويقصد بها هنا مجازاً كيفية التعاطي مع التحديات والتغيرات التي تصطدم بها الوزارات، وتجبرها أحياناً على تغيير موقفها بين الوقت والآخر. أما بشأن الموقف الآخر فهو يتبلور في أمرين، للموقف وجودين: أولهما المادي والثاني الذهني، ويقصد بالأخير الصورة النمطية التي يمكن للوزارة تشكيلها في ذهن الآخرين، وتحددها مدى الالتزام بالإنجاز، و الأساليب في التعامل والتفاعل مع الأحداث والمتغيرات، ومجابهة الأزمات والضغوط، فضلاً عن الشفافية والإفصاح وما يتعلق بهذا كله من أنماط وطباع واتجاهات ومهارات. ونضيف أخيراً، أنه من المهم إن أردت تحقيق الفاعلية فعليك فهم أهدافك والتعرف على طريقة إدارة عملية الوصول إليها، إذ إن الإدارة عن طريق الأهداف هي واحدة من الاستراتيجيات الفعالة التي تتيح المجال لاستثمار كافة الموارد المتاحة لتحقيق النجاح. الرئيس التنفيذي لدار النمو المتوازن للاستشارت الإدارية hazmidr2030@gmail.com