التآمر لحرق أهل حلب وإبادتهم تنفيذاً للعبة سياسة الأرض المحروقة هناك حرب عنصرية في حلب تجاه أهل السنة والمكونات المجتمعية من يوقف العربدة الروسية وشهية النظام لمزيد من القتل والدمار؟ أمريكا فقدت مصداقيتها ومواقفها المبدئية التي تتشدق بها التسوية السياسية في ظل تصعيد روسيا والنظام بعيدة المنال إلى متى يستمر تحالف روسيا وشركائها الإقليميين في تدمير سوريا؟ رائحة الموت في حلب بمشاركة أو ضوء أخضر روسي من لم تقتله القاذفات الروسية والبراميل المتفجرة .. قتله الجوع روسيا ستحرق نفسها عربياً وإسلامياً بسياستها الرعناء ندعو منظمات حقوق الإنسان الدولية لتوثيق جرائم روسيا والنظام قطر حذرت مراراً من الحرب الأهلية منذ تفجر الأزمة السورية أين الجامعة العربية مما يجري في حلب وفي سوريا عموماً؟ من المؤسف تحول بيت العرب إلى متفرج لما يحدث في أحد أركانه كلنا أمل في اتخاذ منظمة التعاون الإسلامي موقفاً صارماً لك الله يا حلب الصامدة التي تنادي بأعلى صوتها وامعتصماه بقلم/ رئيس التحرير- صالح بن عفصان العفصان الكواري: حلب تستغيث، انقذوا حلب، 5 أعوام وحلب، تحترق، موت، تشرد، لجوء، نزوح، فوضى، لا أمن ولا أمان، بل قتل وخوف وتشريد وتشويه، هذه صورة عامة لأبسط ما تعانيه حلب اليوم التي يموت أهلها كل ثانية ببراميل وأسلحة النظام المحرمة وبالقاذفات الروسية المسمومة. ما يجري في حلب هو بكل تأكيد محرقة، إنه "هولوكست" روسي وأسدي، بمعنى الكلمة. تتواصل الإبادة لأهل حلب، وتبرز الكثير من التساؤلات، بشأن الغموض والارتباك، بل والتآمر لحرق أهل حلب، ما يجري في هذه المدينة الصامدة، هو بدون أدنى شك، تنفيذ صريح وصارخ وفاضح للعبة قذرة اسمها سياسة الأرض المحروقة بحق حلب وأهل حلب. إنها حرب عنصرية تجاه أهل السنة في حلب ومن معهم من المكونات المجتمعية الأخرى، من يوقف العربدة والهمجية الروسية في حلب؟، من يلجم شهية روسيا والنظام لمزيد من القتل والدمار في حلب؟، ومن يضع حداً لانفراد روسيا بالحل في سوريا؟، حل عسكري، تسعى إليه بعد فشل كل جولات التفاوض السابقة في جنيف وغيرها وبعد انهيار ما يسمى الهدنة الروسية الأمريكية لإدخال المساعدات لحلب. من يوقف الخطوات الأحادية الروسية في حلب والأزمة السورية عموماً؟، كنا نراهن على واشنطن، لتصبح على الأقل بنفوذها وهيبتها العالمية نداً لروسيا في سوريا، لكن وللأسف انكفأت الولايات المتحدة على نفسها وفقدت مصداقيتها ومواقفها المبدئية التي تتشدق بها، وأصبحت مجرد مطبل للسياسات الروسية، في تدليس مقرف ونفاق مخيب للآمال وهي ترى سوريا تتفتت وحلب تحترق وتدمر. كلمات باطلة، أريد بها باطل .. التمييز بين المعارضين المعتدلين والإرهابيين، شرط لاستمرار الهدنة ووقف الهجمات !! إلى متى تستمر هذه الأسطوانة المشروخة وحلب تنزف ؟ إلى متى يستمر تحالف الشر بين روسيا وشركائها الإقليميين في تدمير سوريا وحلب، بتواطؤ أو تخاذل أو غفلة وضعف وانكسار أمريكي؟، سمّه ما شئت، فالواقع يقول إن التسوية السياسية في ظل تصعيد روسيا والنظام، أصبحت بعيدة المنال، مما يعني أن أهل حلب يموتون كل يوم، وكل ثانية، ليس ببطء وإنما بالعشرات، إنها بحق إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم، وهو يتفرج على هذه المأساة والملهاة، لا حول ولا قوة له، أمام سطوة همجية روسية، غير أخلاقية وغير إنسانية وكأننا نعيش في العصور الوسطى وليس في القرن الحادي والعشرين !! كل شيء في حلب، تشتمّ منه رائحة ومشاهد الموت، بمشاركة مباشرة أو ضوء أخضر روسي، مذابح وفظائع مذهلة، مشافٍ مدمرة، جثث متحللة على قارعة الطرقات، أسر تحت الأنقاض، دماء جافة وسائلة، تلطخ البنايات المهدمة، ثكلى وأرامل، أيتام ومعاقون، وحصار خانق لحلب الشرقية، فمن لم تقتله القاذفات الروسية والبراميل المتفجرة، قتله الجوع والإهمال المتعمد في المخابئ وتحت الأنقاض. وبدون شك، فإن روسيا التي تحرق حلب، ستحرق نفسها عربياً وإسلامياً على الأقل بهذه السياسات الرعناء، وستدفع الثمن قريباً أو بعيداً، فشواهد التاريخ ماثلة، وما تراه اليوم صحيح، تجده غداً عين الخطأ وسيئ المآل. ندعو ما يسمى بالعالم الحر والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجهات الحقوقية الدولية والحكومات، إلى توثيق جرائم روسيا والنظام، في حلب المكلومة وفي غيرها من المدن السورية، لفضح هذه الممارسات البشعة، بالحقائق الدامغة، والجرم المشهود، فما يجري في حلب الآن جريمة حرب مكتملة الأركان، ضد الإنسانية، بتواطؤ دولي مكشوف، مما يحتم وضع حد لهذا العبث الروسي بحياة الإنسان السوري، بعيداً عن المزايدات السياسية والمصالح الآنية الضيقة. لقد حذرت قطر مراراً وتكراراً ومنذ تفجر الأزمة، من خطورة الأوضاع في سوريا ومن انزلاقها نحو حرب أهلية مدمرة تفتت أرضها وتصدع شعبها، وهو ما نراه اليوم حقيقة على الأرض بكل أسف، الأمر الذي يعني مدى الفشل السياسي الدولي في مجابهة مثل هذه الأزمات المعقدة. والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق، أين الجامعة العربية مما يجري في حلب وفي سوريا عموماً؟ نعم تم فصل سوريا النظام من الجامعة العربية، لكن هذا لا يعني أن تتعامل الجامعة العربية مع ما يجري في سوريا وفي حلب على وجه الخصوص، بهذه السلبية واللامبالاة المطلقة، إنه لأمر مؤسف أن يتحول بيت العرب إلى مجرد متفرج لما يحدث في أحد أركانه، ويتعامل مع الحدث بردود الأفعال، إن تحرك ضميره أصلاً . لقد فقدت الجامعة العربية زمام المبادرة، وهو ما يؤكد القناعة المترسخة لدى الكثيرين، بأنها أصبحت، مقعدة، وكسيحة، ميتة الضمير وفاقدة الإحساس بالمسؤولية القومية. وكلنا أمل أن تبادر منظمة التعاون الإسلامي بالتعاون والتنسيق مع الدول الأعضاء، إلى اتخاذ موقف أكثر صلابة وصرامة إزاء ما يجري في سوريا وفي حلب هذه الأيام على وجه التحديد. لك الله يا حلب الصامدة والصابرة، التي تنادي بأعلى صوتها "وامعتصماه" أليس في العالم من عقلاء وأقوياء؟. editor@raya.com